الرفيق قبل الطريق

Loading

حدثوني طويلاً عن متعة السفر براً، ومهما أسهبوا لم يستطع أحد إقناعي به حتى أذن الله -عز وجل- برحلة خاطفة إلى شرق المملكة العربية السعودية صباح أمس. وكانت رحلة ممتعة بالفعل، ليس لأنها عن طريق البر، وإنما للصحبة الطيبة.. فالقول السائر: «اختر الرفيق قبل الطريق» يؤكد حقيقة أن الإنسان لا يمكنه أن يستمتع بشيء دون مشاركة محب.. فالرفيق المحب يهوّن من وعثاء السفر في الدنيا كلها فما بالك برحلات قصيرة مهما طالت.. أحب صحبة أخي الأصغر الممتعة في أسفاري، فهو رفيق مريح جداً أحاديثه طيبة وكرمه طاغ. يذكّرني بوالدي -غفر الله له- في التفاتاته وبعض ملامحه وأكثر نقاط التشابه بينهما قلبه الحنون الذي يحدب علينا ويرفع عنّا، حفظه الله وأطال عمره.. في سفر البر الذي يستغرق ساعات تحلو الأحاديث حول الحياة وأمور الدنيا، وأجمل ما يميّز تلك الأحاديث ابتعادها -التلقائي- عن الهموم، وكأن النفس في حالة خلوة مريحة لا ترغب في تكديرها!! أحاديث لا يقطعها إلا مشاهد الطريق البانورامية التي يمتاز بها خليجنا الغالي، ما بين صحراء بكل مفرداتها وتفاصيلها، وساحل نقي يمتاز به بحر سلوى.. ومشاهد أخرى تثير الفخر في النفس، كمركز الحدود القطري، لاشتماله على كافة الخدمات التي يحتاجها المسافر كزاد لطريقه. فشكراً لحكومتنا الرشيدة في كل زمان للجهود التي تبذلها من أجل قطر التي تستحق الأفضل دائماً.. إضاءة استوقفتني أسماء غريبة لمناطقنا قبل مغادرة قطرنا الحبيبة كأم الجماجم.. أم الشبرم.. وحين ندخل السعودية الشقيقة نجد أسماء كخشم الزينة.. تماني.. هجرة القراين.. فهل من تغيير سريع لأسماء ذات إيحاءات مخيفة كأم الجماجم وأم الأفاعي وغيرها.