نشرت مؤخراً قضية فساد (ضخمة) في أحد المراكز التي تتخذ زهرة برية رمزا لها وبدلا من أن تفوح رائحة تلك الزهرة الجميلة فاحت رائحة نتنة أزكمت الأنوف. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يأتي ذكر هذا المركز مقرونا بتجاوزات إدارته التي أنهيت خدماتها ثم أعيدت مرة أخرى لمتابعة الفساد البالغ.. في تحد سافر. وأعتقد أن تلك الإدارة ما استمرأت الفساد وولغت فيه إلا لظنها أنها (مسنودة) وإلا ما فجرت كل هذا الفجر وتجاوزت كل حد!! وحسنا فعلت الجهة الناشرة بكشفها هذه الوقائع والقرائن معلنة اسم المركز صراحة ومشيرة إلى محاكمة الذين تسببوا في هذا الفساد. فلعل ذلك يشجع آخرين على فضح قضايا فساد تتسلل إلينا رائحتها من هنا وهناك. السؤال الذي يطرح نفسه: أين المدققون؟ كيف غابوا عن المركز حتى تفاقم فيه الفساد إلى هذا الحد؟ إن المال العام مغر ويشجع ضعاف النفوس بل قل ضعاف الإيمان على سرقته إجراما أو هدره إهمالا. ألا يعلم هؤلاء المفسدون أنهم بذلك يحرمون الجنة على أنفسهم!؟! لقوله صلى الله عليه وسلم: (كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به) (رواه الإمام أحمد في مسنده)، والسحت هو المال الحرام سرقة أو رشوة أو اختلاسا او احتكارا. أين هم من الأوامر الإلهية: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [سورة البقرة: آية 172]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً} [سورة البقرة: آية 168]. إن الجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب. فما لهم كيف يفكرون؟ وما دام هؤلاء لا يرتدعون بالقرآن فعليهم بسطوة السلطان. إننا كشعب نطالب بمحاكمة فاعلة تعلن أحكامها التي نرجو أن تكون قصوى ليرتدع أولئك المفسدون ومن يمشي في إثرهم. نحن في انتظار ذلك عاجلا غير آجل.