حرب المساجد

Loading

حينما تردني مشاهد تعذيب مسلمي بورما على يد البوذيين التي جاوزت كل الأعراف الإنسانية… أو حينما أشاهد صور تعذيب الهندوس لمسلمي الهند وحرقهم أحياء في المساجد أو هدمها على رؤوسهم.. أستطيع -رغم حزني الشديد عليهم- فهم أن ذلك بلاء من رب العالمين وفتنة لهم في دينهم فعليهم أن يصبروا ويصابروا لعل الله أن يحدث أمراً كان مفعولاً. أستطيع -رغم استنكاري الشديد- فهم أن الهندوس والبوذيين عبدة الأبقار والأوثان لا دين لهم لذلك جاوزوا في تعذيبهم المسلمين حد المعقول.. بل جاوز الظالمون المدى. ولكن ما لا أستطيع فهمه واستيعابه هو المشاهد التي ترد من العراق وسوريا وأخيراً من مصر! لماذا يعذب الأخ أخاه ويستبيحه في جرأة غير مسبوقة بسبب معتقده أو انتمائه لدين أو ملة أو حزب؟! والأسوأ… كيف يجرؤ مالكي العراق وبشار سوريا وسيسي مصر – عليهم من الله ما يستحقونه – أن يقتلوا مسلماً استجار بالله ولجأ إلى بيته ولاذ بالمسجد فاحتمى بحماه؟! إنها حرب على الله وجرأة على حماه فقتل الآمنين في المساجد وحرقها وتدميرها هو بلا أدنى شك حرب على الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. فإن سلمنا بأن اختلاف الملة في العراق وسوريا مبرر للقتل وليس هناك أي مبرر لانتهاك حرمات الإنسان مهما كان فما تبرير عصابات القتل في مصر التي يتزعمها خائن العهد والملة السيسي أرانا الله فيه وأتباعه عجائب قدرته؟! كيف يستسيغ أتباع طاغية مصر قتل عزل لجؤوا للمسجد مستضعفين لا ناصر لهم غير الله؟! الله حسبهم هو الذي يمهل الطاغية ولكنه لن يهمله أبداً. وسنرى يوم يأخذه الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر. ولست أعجب إلا أن هناك من يشجعه على الولوغ في دماء المسلمين أكثر فأكثر، والعجب الأكبر مساعدته على ذلك وعونه، ومهاجمة من يستنكر عمله ويدين إجرامه؟! ترى أدمغ الله على قلوبهم فهم في غيهم يعمهون؟! أم على قلوب أقفالها؟! أنحن بين يدي الساعة لذلك كثر القتل بلا مبرر؟ أهو زمن القابضين على الجمر الذين يقتلون لأنهم متمسكون بالإسلام؟! إلى الله ألجأ وأدعوه ضارعة أن يكشف الغمة عن المسلمين وينصرهم على أعداء دينه المنافقين الذين يدعون الإسلام وينتهكون حدوده في كل لحظة؟ اللهم إن المسلمين مغلوبون فانتصر.