لغط

Loading

شهد اليومان السابقان لغطاً حول صحة صيامنا، لأن هناك من رأى هلال رمضان ولكنه لم يشهد بذلك!! فأتممنا شعبان لتعذر رؤية الهلال يومها وما أفهمه هو: قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين». إذاً نحن بإكمالنا عدة شعبان نظراً لتعذر رؤية الهلال تلك الليلة نفذنا وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلماذا يدور اللغط حول صحة صيامنا ووجوب القضاء الآن؟ ألا يكفي أننا سنوياً نصوم فريقين وأحياناً ثلاثة في مشهد مزر للفرقة والخلاف بين المسلمين؟؟!! السؤال الملّح الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى ونحن نعتمد الرؤية الفردية رغم التطور العلمي الهائل؟ ألا يوجد في الإسلام -وأنا أعلم أنه دين صالح لكل زمان ومكان- قاعدة فقهية تجوّز استخدام الدراسات الفلكية التي تحدد مولد الهلال بدقة غير قابلة للشك حلاً لهذا الخلاف واللغط الناتج عنه؟ أعتقد أنه على علماء المسلمين مهمة طرح علم الفلك كبديل للرؤية الفردية المباشرة للأشخاص، أو استخدام الأجهزة الحديثة في رؤية الهلال، ليحسموا بذلك خلافاً مخجلاً بين المسلمين. لغط آخر تعلو الأصوات الناعبة قبل العيد بأيام معدودات تنعى العيد وتستكثر الفرح على المسلمين وتردد قول المتنبي: عيد بأي حال عدت يا عيد.. وعذرهم في ذلك ما تمر به الأمة من ابتلاءات ومصائب لا تعد ولا تحصى. وإن كان حال المسلمين مؤسفاً ومحزناً فهذا لا يعني ردّ هدية الخالق سبحانه وتعالى وهي فرحة الصائم عند فطره.. فكفوا النعيب ودعونا نحتفل بالعيد. وأوصيكم أن تأخذوا من المبتلين عبرة، فعلى سبيل المثال نشرت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للمتظاهرين في رابعة العدوية الذين يعيشون ظروفاً استثنائية وهم يعدون –الكعك- استعداداً للاحتفال بعيد الفطر المبارك مع المسلمين في كل مكان.. فما بال من يعيش في دعة واستقرار يستكثر علينا ذلك؟ إن الاحتفال بالعيد سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي ثبت عنه أنه قال: عن عيد الأضحى: «أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله عز وجل». كما ثبت عنه أيضاً: إنه حين قدم للمدينة وجد لهم يومين يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر» أخرجه أحمد بسند صحيح. فهذه هي سنة الرسول الكريم ومن رغب عنها فليس منه في شيء. إضاءة ليس من حقك -أيها الناعب- أن تحرم الصغار من العيد وفرحته، فإن لم تكن راغباً فيه فاعتزل الاحتفال واترك فرحة العيد تتواتر جيلاً بعد جيل.. وكل عام ونحن إلى الله أقرب وأحب.