رمضان بصيامه وقيامه موسم عبادات خالطه الكثير من السلوكيات التي قد تؤثم البعض وهو لا يدري. وأرى أن كل مسلم ملزم بتنقية عباداته مما لحق بها من عادات وسلوكيات وأفكار حتى ترتقي لمقام السماء وربها عز وجل. من خلال مشاهداتي سجلت هذه الملاحظات التي أوردها هنا، سائلة الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال. 1 – بعض الناس يخططون لختم القرآن أكثر من مرة لارتباط رمضان عندهم بالقرآن، فتراهم يركزون على الكم حتى جاروا على الكيف وتجاوزوا ذلك إلى حقوق العباد! فتجده يقرأ في السيارة وفي العمل معطلاً بذلك المراجعين والعملاء. إن التخطيط وإدارة الوقت يضمنان لك ختم القرآن في البيت والمسجد ثلاث مرات على الأقل. فدع وقت العمل للعمل فهو عبادة أيضاً. 2 – ينشغل البعض بتحديد ليلة القدر أكثر من انشغاله بالتعبد فيها، وأجد ذلك جرأة على الله عز وجل الذي أرادها غيبية. فلو خلوت مع الله واجتهدت في تعبده والتضرع إليه لوفقك لليلة القدر دون الحاجة لدراسة الظواهر الجوية، وتكدير صفو العباد برسائل تحدد ليلة القدر، فتسهم دون قصد في فتور بعضهم عن العبادة والعياذ بالله. 3 – بعض المشايخ يصرون على أن تكون زكاة الفطر صاعاً من الحبوب حرصاً على تطبيق السنة بحذافيرها، متناسين أن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان. والناس اليوم ليسوا بحاجة لصاع الشعير، بل أجدهم أكثر حاجة للنقود في زمن الغلاء وارتفاع الأسعار. فلا حاجة بكم لتغليظ الخطاب.. يسروا ولا تعسروا.. وتذكروا: أن في اختلافكم رحمة لنا. 4 – استباق البعض العيد بليال معدودات والتهنئة بحلوله، وهذا في رأيي سوء خلق مع ضيف كريم ننتظره بفارغ الصبر ونحزن لرحيله. عليكم أن تتشبثوا برمضان وتبذلوا جهودكم لتعمير أوقاته الطيبة بالتعبد لله عز وجل. فلا يجوز أبداً تفريغه من مضمونه وتحويله إلى مجرد مناسبة. إضاءة إنها الليالي العشر لا تفوتوا لحظة منها لغرض دنيوي فارغ أو عرض يمكنه الانتظار.