تتسابق مؤسساتنا الخيرية فيما بينها لتحقق سبقاً في مضمار الخير، ونستطيع تلمّس تلك الجهود الطيبّة التي تقوم بها في كل مكان وزمان، مسجلة تميزاً يستحق الإشادة والتقدير. فلا تفوتها مناسبة داخل البلاد أو خارجها إلا سجلت مواقف مشرّفة تعترف بحب أهل قطر للخير والعطاء المطلق دون منّ ولا أذى، وهو أمر قد جبل عليه القطريون فاستقر في قلوبهم.. واستكان في نفوسهم.. ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد أن منّ علينا بأرض طيبة وأمير كريم ليعمّ الخير ويفيض، فلم ينسنا أن في ذلك الخير حقاً معلوماً للسائل والمحروم.. فيه نصرة الضعيف وإيواء المضيوم.. فيه أمل ورجاء لمن طحنته الظروف فأصبح عاجزاً حتى عن إعالة نفسه!! أهل قطر سبّاقون إلى الخير وينفقون بسخاء على برامج المؤسسات الخيرية.. ومبادراتهم مشهودة على مستوى الأفراد والمؤسسات.. وكلما أعلن النفير تدفق القطريون لصب المساعدات صبّاً في حسابات تلك المؤسسات التي نتوسم فيها الخير، ونأتمنها على توصيل تلك المساعدات لمستحقيها داخل البلاد وخارجها. وإن كنت أرى داخلها أولى.. لتحقيق التكافل الإنساني والعدالة الاجتماعية الذي يدعم استقرار المجتمع ويؤسس لمواطنة صالحة في نفس المحتاجين مواطنين كانوا أو مقيمين.. في الخارج تحتل فلسطين المغتصبة وسوريا الجريحة رأس قائمة الدول التي توجّه لها المساعدات القطرية، إلا أن قائمة الخير القطري تطول وتطول وهي متجددة بحسب ما يتعرض له العالم من كوارث ومآس.. إلا أنني أصادف لاجئين سوريين حول العالم وفلسطينيين محاصرين من قطاع غزة تحديداً يشتكون سوء الحال والفقر المدقع، وأعجب من ذلك! فالمبالغ الضخمة التي تضخ لهذين الشعبين تكفي لرفع مستوى المعيشة من الفقر إلى الرغد! لذلك أوجّه من يتواصل معي منهم إلى المؤسسات الخيرية خاصة من لديها مكتب تمثيل في تلك البلاد والمخيمات، وأزوده بالعناوين إلا أنه يرجع لي بخفّي حنين! ولا أخفيكم فقد تواصلت بنفسي مع بعض المتنفذين في مؤسسة خيرية ما إلا أنهم لم يحركوا ساكناً بعدما أخذوا مني كافة المستندات وتوصيف الحالات! وما زالت تلك الحالات تجأر بالشكوى في انتظار حقها المعلوم من تبرعاتنا.. إنني إذ أطرح هذا الموضوع فإنني أرغب في تفعيل المكاتب الخارجية للمؤسسات الخيرية وإخضاعها لرقابة لصيقة لضمان قيامها بدورها المنوط بها.. ووصول تبرعاتنا للجميع دون إقصاء أو نفعية.. فكما أن الخير في أمة محمد حتى قيام الساعة.. فالشيطان كذلك.. تقبل الله منكم جهودكم الخيّرة وأعانكم على مشاق العمل الخيري.. إضاءة… أقترح على المؤسسات الخيريّة تخصيص خط ساخن يستطيع من خلاله الناس التواصل معهم في قطر إن لم يقم المكتب الخارجي بدوره على أكمل وجه.