إنه من دواعي سروري أن أصافح قلوبكم الطيبة في صبيحة أول يوم من شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا جميعاً باليمن والبركات، سائلة الله -عز وجل- أن يتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال والأقوال.. وأن ييسر لنا صيامه وقيامه. أما بعد فأوصيكم ونفسي باستثمار خير المواسم استثماراً تاماً بما يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة، وذلك من خلال تجديد النوايا الطيبة بالصيام والقيام وطاعة الرحمن غفر الله لنا ولكم. أحبتي لا بد أنكم تلاحظون نقاء الأجواء وصفاء الأرواح في رمضان، نظراً لأنه موسم رباني فتح الله سبحانه وتعالى فيه أبواب رحمته فأرسل الملائكة ترقبنا، وصفّد الشياطين بعيداً عنّا، فماذا أنتم فاعلون؟ أرى أن العاقل من وطّن نفسه على قضاء هذا الشهر كمعسكر تدريبي عالي الجودة، يخرج منه وقد تدرب على إعلاء الروح وتطويع الجسد، فاكتسب عادات حميدة وسلوكيات راقية، وتخلص من عادات سيئة وسلوكيات غير محببة.. وهذا لن يتأتى إلا بانعقاد العزم وإمضاء الإرادة نحو تحقيق هذا الهدف النبيل. إن رمضان مدرسة والعاقل من تخرج منها عاماً تلو عام وقد أسس شخصية متزنة تتمتع بالوسطية والاعتدال.. تعلي الحياة الآخرة، وتعمل من أجلها بتعمير الحياة الدنيا وإغنائها.. أحبتي… إن المسلم الحقيقي هو من اختار الوسطية فلا إفراط ولا تفريط ليعيش معتدلاً.. وتكون حياته أسلوب دعوة مقنعاً لإخوته من غير ديننا فيهتدوا بهديه.. أو على الأقل يتقربوا من هذا الدين فلا يحرموا من طيب نفحاته.. احرصوا أحبتي على إغناء حياتكم بالخير، فكل الجهات والمؤسسات هيأت فرصاً خيّرة كثيرة، كترتيل القرآن آناء الليل وأطراف النهار، ودروس الفقه والعقيدة والسيرة، وأقامت المعارض الراقية التي تتناول الفنون الإسلامية المتميّزة، وقبل كل ذلك لا يوجد مثل التزاور في الله لدعم الروابط الأسرية والمجتمعية، فيقوى بنا نسيج مجتمعنا الطيب، وتثرى العلاقات فيما بين الناس. أحيوا التكافل.. فهو سمتكم وخلق الإسلام وخيره العميم، ولا تنسوا من يعيش في محيطكم فقيراً أو معدماً. انتقوا ما ينفعكم مما تبثه محطات التلفزة إن لم يكن بمقدوركم الاستغناء عنها. أقيموا الليل فرمضان أعظم فرص اللقاء بالله عزّ وجل. ادحروا شياطين الإنس ولا تمنحوهم فرصة الانتصار عليكم، خاصة أن الله -عز وجل- قد تكفل بشياطين الجن وصفدهم منذ الآن. أرجو أن أكون قد وفقت في تذكير نفسي وإياكم بشيء من خير هذا الموسم العظيم، أعاده الله على بلاد المسلمين وهي تنعم بالأمن والأمان. إضاءة إن كنت ناصحة.. فأنصحكم ونفسي بهجر المسلسلات العربية بمختلف جنسياتها، لما فيها من مخالفات صريحة لروح هذا الشهر الكريم.