لا تكن مرجفاً

Loading

إن الدور الإنساني الذي تقوم به قطر على كافة المستويات لا يخفى على أحد في أدنى الأرض وأقصاها، وهو دور أثار مشاعر متناقضة في نفوس المراقبين والمتابعين، يحكم تلك المشاعر الحب أو البغض… الغبطة أو الحسد.. كما لا يخفى على أحد الحملات الإعلامية المنظمة التي يقودها الحاقدون في الإعلام المأجور في أكثر من مكان… مما جعل هذا الوطن الجميل تحت المجهر، وجعل رموزه في مرمى السهام.. يرصد المرجفون كل شاردة قطرية أو واردة لتسليط الضوء عليها وتضخيمها وتتبيلها –إن جاز التعبير– ثم دحرجتها في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، التي أصبحت تضم بين أعضائها –الساقط واللاقط-، لتتحول من حينها إلى إشاعة تلوكها الألسن فتعيد تدويرها، لتصبح حديث الناس في كل مكان، لا يترفع عنها علية القوم ولا صغارهم… حتى صارت عبارة: سمعته من ناس واصلين!! أو في مجلس مهم!! مألوفة لدينا حينما نريد التأكد من هوية الخبر المشاع.. ولا يزيد حزن المواطن أو ألمه إلا مشاركة الـ VIP في صناعة الإشاعة وإعادة تدويرها!! إن قطر تقع في منطقة على وشك الانفجار –نسأل الله السلامة- وهذا يتطلب من مواطنيها والمقيمين عليها أن يكونوا أكثر وعياً وتحملاً لمسؤولية أمنها الداخلي، والمحافظة على نسيجه قوياً وغير قابل للاختراق كما كان وسيبقى بإذن الله.. وهذا لن يتأتى إلا إذا وقفنا في وجه المرجفين وناشري الإشاعات، وتوقفنا عن تدوير أي خرافة نسمعها، فنحن ولله الحمد نعيش في بلد يقوده رجل حكيم ذو رؤية ثاقبة وربان ماهر ينتقل بسفينته من مستوى راق إلى مستوى أرقى وأفضل.. ومع قائد مثله –أدامه الله عزاً للبلاد وذخراً للعباد- لا مكان للخوف والتوجس.. فكونوا حريصين واعين مدركين بعمق الدور الخلاق الذي تقوم به قطر على الساحتين الإقليمية والعالمية، والذي جعلها في بؤرة الضوء، وجعل مواطنيها مميّزين بين غيرهم من شعوب العالم.. والتميّز لا يتجزأ. كونوا على قدر المسؤولية، وادعموا القيادة الحكيمة بشد أزرها وحماية المجتمع من الداخل حتى لا تتركوا فرصة للموتورين الحاقدين المرجفين وشعورهم الزائف بالاختراق!! إن قطر صغيرة الحجم.. كبيرة الأثر والقدر.. عالية المكانة والتقدير تستحق منّا أن نتحول جميعاً إلى جنود مجهولين نحارب الآفات التي يصدّرها لنا الإعلام المأجور وتلوكها الشبكات الاجتماعية.. تستحق أن نتحول لمحامين ندافع عن حقنا في الوجود المتميّز ولا نقبل بأن يصادره منّا أي كائن كان ولو فدينا هذا الحق بأرواحنا.. قطر تستحق الكثير ولكن يبقى دورنا كخط دفاع عن الداخل، أهم ما تحتاجه وهي تضطلع بالدور الأممي المهم في مرحلة دقيقة حرجة تمر بها أمتنا العربية.. فهل قمنا بدورنا كما تستحق؟؟.