هل ستحج هذا العام؟

Loading

تأتي فريضة الحج كركن من الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام.. وهي عبادة متفردة تضفي على الروح راحة وهدوءاً، شأنها في ذلك شأن سائر العبادات إذا خالطها الإخلاص والخصوصية. فرضها الله عزّ وجل على من استطاع إليها سبيلاً من عباده ولمرة واحدة فقط.. ولا مانع من استكثار الخير وتكرارها لأنها عبادة ذات حلاوة ترغب في إعادتها مرات ومرات.. ولا ريب أنه إلى مكة تهوي الأفئدة وترتحل العقول في كل وقت وكل حين، فهي قبلة المسلمين ومعبدهم المقدس. ولا ريب أيضاً أن سدنة الكعبة -الحكومة السعودية- لم يألوا جهداً أو يدخروا مالاً في خدمتها وخدمة حجيجها ومعتمريها، وتوفير كافة سبل الراحة والتيسير لما تتسم به هذه العبادة من مشقة جسدية تتلاشى أمام فيض الرضا والنور الإلهي. ومن هذه الجهود ما يجري الآن على أرض مكة المكرمة من أعمال توسعة ضخمة للمسجد الحرام تستجيب لاحتياجات الأعداد المتزايدة للمسلمين الذين يتوافدون من كل فج عميق.. فهي كما وصفها المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء بقوله: هي أمور مهمة ونافعة، والمقصود منها راحة الحجيج، وأداء النسك بشكل ميسر.. ونظراً للأعمال الإنشائية غير المسبوقة ارتأت الحكومة السعودية تقليص عدد الحجاج هذا العام وربما لثلاثة أعوام متتالية إلى %50 من حجيج الداخل و%20 من حجيج الخارج.. مناشدة من يستطيع التأجيل أن يؤجل تأدية هذه الفريضة حتى تشرع بوابات المسجد الحرام من جديد للملايين.. زاد الله المسلمين عزة وكرامة.. ويرى مفتي المملكة قرار حكومة المملكة بتخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين لأعوام معدودة، بمعدل سنتين أو ثلاث، أنه أمر ضروري، ولا بد من الاستجابة له وتطبيقه، لأنه يحقق مصلحة الأمة على المدى الطويل. والحمد لله رب العالمين أن ديننا دين النوايا الصادقة، لذا من كان على نية الحج وحبسه حابس فأجره على الله بإذنه تعالى.. وفي رأيي أن يمتنع عن الحج هذه الأعوام كل من سبق له قضاء الفريضة، ليخفف العبء ويتيح الفرصة لإخوة له يتقطعون شوقاً للحج والعمرة، ومنعتهم الظروف الداخلية والخارجية.. فهل ستحج هذا العام – أيها الحاج الكريم–؟ أعتقد أنه عليك دراسة قرارك مرة أخرى لتتيح مكانك لمن لم يحج قبلاً ويتطلع لأن يكون حاجاً كريماً مثلك.. وليكن لتكرار هذه العبادة العظيمة سبب للمتعة والراحة.. لا سبب في التضييق على الآخرين.. إضاءة.. إن توسعة الحرم المكي عمل عظيم لخدمة دين الله وبيت الله الحرام وسائر المسلمين لتيسير مناسك الحج. جزى الله عنا خير الجزاء خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الذي يسهر على خدمة بيت الله.. فلنكن عوناً لهم في هذه الفترة المهمة من عمر المسجد الحرام.