وقاية ساعة خير من مرض سنة

Loading

لا شك أننا نعيش عصراً مجنوناً يلهث نحو الماديات متحرراً من الروحانيات التي تتفاوت من شخص إلى آخر.. في قوتها وضعفها.. الأمر الذي أورثنا الأمراض الجسدية والنفسية حتى كادت توقف نشاطنا وتقضي على حياتنا في أقسى الحالات. ولن آتي بجديد حينما أذكر أن البعد عن الدين -وهو ملاذنا في الدنيا والآخرة- سبب رئيس لما يصيبنا من توعك وكدر وهم وضيق.. فكلما زاد الإحساس بهذه المشاعر ابحث في التزامك الديني ستجد أنها علاقة سببية واضحة.. ألم يقل الحق جل وعلا: «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ». ومن هنا جاءت فكرة الرقية الشرعية التي تعالج الروح المهمومة والجسد العليل بسور قرآنية تذهب الهم والحزن، فإن شفيت الروح شفي الجسد بالتبعيّة، وفي الحياة قصص ومواعظ كثيرة تؤكد ذلك. الرقية الشرعية مأثورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يرقي حفيديه الحسن والحسين وقاية لهما من الشياطين والشرور.. وهي جائزة ما لم تحتو تعويذات وتمائم وغيرها من الشركيات التي يستهين بها الناس وهي إثم عظيم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا». والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه دون الاستعانة برقاة، ولكن لا مانع من الاستعانة بالموثوقين منهم، خاصة أولئك الذين حققوا نجاحات بفضل الله وتوفيقه. قد يفاجأ بعض قرائي من تطرقي لهذا الموضوع، إلا أن ما دعاني للكتابة فيه هو انتشار حالات الحسد والسحر، فكانت دعوتي هذه لتكن الرقية جزءاً من يومنا، وأفضل أوقاتها بعد صلاة الفجر وقبل صلاة المغرب، كوقاية من كل هامة أو عين لامة.. والوقاية خير من العلاج. ولا يشترط أن تكون لشخص معين، وإنما يرقى البيت كله درءاً للشرور والأمراض.. فالله خير حافظاً. وأشجع كثيراً على رقي الأطفال الصغار، لأنهم عرضة للكثير، خاصة العين التي لا تبقي ولا تذر. والآن مع التقدم التقني المذهل أصبحت رقية كبار الرقاة والمشايخ في متناول اليد، ولا يعجز أحد عن تشغيلها مرتين في اليوم ليحفظ نفسه وولده وبيته من شر حاسد إذا حسد، أو من سحر ظالم، أو من عين حاسدة. إن صحتنا وسلامتنا جديرة باهتمامنا وتلمس كل السبل المعينة على بقاء الروح نقية والجسد سليماً والنفس مرتاحة، ومن تلك السبل لم أجد كالأذكار والرقية الشرعيّة، لذلك أدعوكم أحبتي للبدء في تحويلها إلى سلوك يومي محبب عند الجميع.. سائلة الله -عز وجل- لكم السلامة في كل زمان ومكان.

إضاءة… الرقية سنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فمن رغب عن سنته فليس منه.