زلزال أبريل

Loading

تداولت الأسبوع الماضي شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الشات الهاتفيّة تحذيرات صادرة عن «وكالة الجيولوجيا الأميركية» تنذر منطقة الخليج العربي بوقوع زلزال ضخم جداً في الفترة من 25 إلى 30 أبريل بقوة عشر درجات على مقياس ريختر!! وهو خبر يحمل تكذيبه في طيّاته لعدة أسباب أتركها للعقلاء والمتأملين.. وإن سارع الأكاديميون وعلماء الجيولوجيا لتكذيبه، وأقل شيء يذكر من مجمل تكذيبهم لهذه الإشاعة أنه لا يوجد في الولايات المتحدة الأميركيّة وكالة بهذا الاسم!! ودعا الأكاديميون والعلماء إلى عدم الالتفات إلى هذه الشائعات وعدم تداولها والرجوع إلى مصادر معلومات موثوقة كالجهات الحكومية العلمية والمختصين في الجامعات، لافتين الانتباه إلى ما تسببه هذه الشائعات من بث الرعب والخوف في نفوس الناس بدون أسباب علمية حقيقية. السؤال: لماذا الخوف والرعب؟ فلكل منّا زلزاله الخاص.. وقيامته الخاصة، فهل حسبنا لها حسابها؟ إن الإنسان العاقل المتأمل لدين الله وسنن كونه يجد أن الله حدد للإنسان قيامته الخاصة -وهي الموت- الذي يعتبر أولى خطوات رحلة الآخرة، وعليه تتحدد نهاية الإنسان في آخرته -جنته أو ناره- فهل عملنا لهذا الزلزال وأعددنا له العدة؟ هل التزمنا خطة الأمن والسلامة التي وضعها الله عز وجل لنا لتلافي نتائج زلزالنا الخاص؟ إن حسن الخاتمة والأعمال الحسنة والسيرة العطرة كلها مؤشرات النجاة من ذلك الزلزال والعكس صحيح. فما الذي يعنيك أيها الإنسان بزلزال الشرق أو الغرب؟ ولماذا تلهي نفسك بعلامات الساعة ما تقدم منها وما تأخر؟ الأولى أن تشغل نفسك بالآخرة وكأنك تموت غداً ولا تنسها كأنك تعيش أبداً! اعمل على التزام خطة الأمن والسلامة لتنجو من زلزالك الخاص الذي ستعيشه وحيداً ولن يستطيع أحد مهما أحبّك أن ينقذك منه، بل لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينقذوك ما استطاعوا.. ضعف الطالب والمطلوب. أنت وحدك من سيلتزم خطة الأمن والسلامة التي وضعها الدين الإسلامي لعبور آمن واستقرار مطمئن، والتي تتلخص نقاطها في الالتزام بأوامر الله عز وجل، والابتعاد عن نواهيه، وتجديد التزامك بالتوبة والاستغفار ما استطعت.. فكلنا خطّاؤون وخير الخطائين التوابون. فلا تيأس من رحمة الله سواء زلزلت وحيداً بموتك، أو زلزلت حقيقة مع جماعة في أرض حَكم الله عز وجل عليها بطبيعة زلزاليّة.. عفانا الله مما ابتلاهم به. استخدم عقلك واستفت قلبك وسر متوكلاً على الله موقناً بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولا تسمح للدنيا أن تذهلك عن الآخرة.. تنج من كل الزلازل. إضاءة في حالة حدوث زلزال -لا قدر الله- فكر بإيجابية وكف عن نشر الهلع بين الناس.. برسائل تذكر بغضب الله عز وجل وتنسي الناس رحمته التي سبقت عذابه.. دع الخلق للخالق.. فهو رقيبهم وحسيبهم.. اهتم بنفسك وبأسرتك.. وما عليك فعله واجباً عند حدوث زلزال -لا قدر الله- هو التالي: انبطح، غط رأسك، انتظر انتهاء الزلزالة، وأضيف من عندي: أثناء ذلك اقرأ أذكارك وأكثر استغفارك.