friend request

Loading

من نعم الله عز وجل على الإنسان الاختراعات والاكتشافات الخطيرة التي تتوالى عليه في حاضره حتى بات لاهثاً يجري خلفها يبحث عن كل جديد.. وليته يستطيع اللحاق به.. وتأتي شبكات التواصل الاجتماعي التي تخطت الحدود وكسرت الحواجز لتختصر مساحة الأرض من قرية صغيرة إلى كف يد ممدود بسلام، كأحد أهم تلك الاختراعات. حيث أقبلت شعوب الأرض عليها بنهم، ترجمة لحقيقة إنسانية مفادها أن الإنسان اجتماعي بطبعه يميل للتعارف والمشاركة. وقد استجابت تلك الشبكات لذلك بإتاحة خيار إرسال واستقبال طلبات الصداقة ليجمع المشارك حوله شبكة من العلاقات التي تحيط به، تسانده وتشاركه أفراحه وأتراحه. ولهذا يجب أن يطرح الإنسان على نفسه سؤالاً مهماً جداً مفاده: من يستحق طلب صداقته؟ وما هي شروط قبول طلبات الأصدقاء؟ فشبكات التواصل الاجتماعي لها خيوط إما تربطه أو تشنقه!! لأن أستار الإنترنت تخفي وجوهاً مُحبّة تنشر قيم المحبة والخير والجمال.. ووجوهاً عليها غبرة ترهقها قترة!! فالشر باق في النفوس حتى قيام الساعة.. وتتراوح تلك الشرور من كلمة خبيثة إلى فعل أخبث وأكثر شراً، لذا علينا أن نحذر في عملية إرسال واستقبال طلبات الصداقة. وأهم خطوة في رأيي حينما تستقبل أو ترسل طلباً عليك بمراجعة ملف الشخص المطلوب، ومتابعة ما ينشره لتستكشف بواطنه، وتنظر إلى منافع صحبته أو مضارها، فالبشر إما حامل مسك أو نافخ كير وعليك الاختيار.. لا مجال هنا للحريات الشخصيّة، فمن أراد أن يكون حراً في انتهاك قيم الرقي والذوق العام فليبق شره في نطاقه ولا يلحق بالناس ذنوبه ومعاصيه.. فبعض الحسابات في «فيس بوك» و»تويتر» يندى لها الجبين، وتترفع أن تكون لك علاقة بأصحابها من قريب أو من بعيد. ولا أعجب إلا من جرأة هؤلاء على إرسال طلبات الصداقة لصفحات معالمها الراقية واضحة للعيان، فكراً وسلوكاً!! لكنه فيما يبدو الضلال الذي ران على قلوبهم فأضاع فكرهم وبوصلة اختياراتهم. كما أن بعضاً آخر من الحسابات جيّر صفحته للإيقاع بالأغرار فكرياً وعاطفياً وجسدياً حتى صاروا أتباعاً له، فشوّه فكرهم وعقيدتهم، وسلبهم عواطفهم وباع أجسادهم في أسواق الرقيق والنخاسة المعاصرة. إنها شبكة.. وبرأيي أن الشبكة في صورتها الأولى كانت فخاً للإيقاع بالفرائس الضعيفة، لذا علينا أن نكون يقظين ونتابع أولادنا ونراقب الدهاليز التي يرتادونها خفية بعيداً عنا، حتى لا تقع الفأس في الرأس، حينها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب ولو بكينا دماً. إضاءة.. الشبكات الاجتماعية لها من الإيجابيات ما يشجع على ولوجها والانتفاع بإيجابياتها وإمكانياتها الهائلة ترجمة لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» [الحجرات:13] صدق الله العظيم فتذكروا مقياس التقوى.. دائماً وأبداً.