حياة ذات جودة عالية

Loading

إن من تمام إيمان المرء تسليمه بقضاء الله وقدره.. وتقبله الابتلاء بنفس راضية حامدة.. لربها شاكرة أحبتي.. حينما ننظر فيما حولنا سنجد أن كل النعم هي ابتلاء في حقيقة الأمر لا بد من الصبر على فقدها.. كما وجب الشكر على وجودها … لذا أوصيكم -ونفسي أولاً- بعدم التعلق المرضي بشيء، واعلموا أنه لا أحد يعوض أحداً.. ولا شيء يملأ فراغ شيء آخر وحده الله -هو كاف عبده- سبحانه.. فلتكن قلوبنا معلقة بربها تحبه وتذكره وتشكره، تلجأ إليه.. وتتوكل عليه.. وإليه تؤوب.. ليبادلنا الله عزّ وجل الذكر والمحبة ويجعل حياتنا أسهل وأقيم.. بذلك فقط نحتفظ بصحتنا العقليّة والنفسيّة والجسديّة، فليس لبني آدم علينا من سبيل. فحينما نعطي كل ذي حق حقه، ونعيش حياتنا معتدلين ابتغاء مرضاة الله تصبح حياتنا ذات جودة عالية. فلا ننشغل إلا بذكره.. ولا نعمل إلا لمرضاته.. فتطمئن قلوبنا وترتاح.. ويصبح الابتلاء بالنسبة لنا فلسفة حياة نستنبطها من خلال المواقف الحياتية التي نمر بها من حين إلى آخر، ونختبر فيها قدراتنا ومهاراتنا.. نختبر فيها قوة صبرنا وكرم شكرنا وحمدنا.. فالمؤمن الحق يعلم أن هذه الدنيا إنما هي دار اختبار مستمر.. وأن الراحة الحقيقيّة تبدأ عند أول خطوة في الجنة وليس قبل ذلك.. عن تجربة شخصيّة أحدثكم بسهولة الأمر، شرط إخلاص النية والتسليم لله والانقياد له بالطاعة، ثم إخلاصنا التأمل بعمق في أي ابتلاء يمر بنا.. صحيح أن قدراتنا على التحمل تتفاوت من شخص إلى آخر.. كما يتفاوت إيماننا أيضاً.. فاعملوا على دعم إيمانكم وتقويته بفتح قنوات اتصال مع الله عز وجل، والتمسوا مساندته ودعمه لتستمروا بقوة، فالمؤمن القوي أحب إلى الله عز وجل من المؤمن الضعيف الذي ينهار أمام كل مشكلة ولا يقوى على مجابهة الصعاب التي تتسم بها حياتنا.. إضاءة ألا بذكر الله تطمئن القلوب.. وترتاح النفوس.. وتهدأ الأرواح.