الوطن بحاجة لمخلص وليس لمخ…لص

Loading

   في بلد طموح فتي كقطر تكثر الأحلام على شكل مشروعات ضخمة، تبدو لوهلة أنها تستعصي على التحول إلى أرض الواقع.. إلا أن الله -عزّ وجل- فتح أبواب نعمه الرغدة على قطر، والتي يأتي في مقدمتها أمير ذو حنكة ورؤية واضحة ودقيقة، ثم ثروات ضخمة تشتري كل شيء وتجعل المستحيل ممكناً.. فصرنا نرى آثارها كلما تلفتنا حولنا.. آثار تنشق عنها الأرض انشقاقاً في شكل إنجازات سهر عليها المخلصون.. مما يشعرنا بالفخر والاعتزاز بها.. وبهم. ولا ينغص علينا تلك المشاعر سوى مشروعات تعثرت، سرقها لصوص المال العام، الذين لا نفتش وراءهم، وإنما دلت عليهم سرقاتهم التي أدت لتعثر المشروعات الوطنية أوكلوا بها.. فأكلوها!!! كل ما نتمناه هو تفعيل الرقابة والمحاسبة بشكل أكبر، لتأخذ على أيدي اللصوص الذين يعرقلون قطار التنمية بنهمهم وعشقهم للحرام.. فتلك الأيادي النجسة تقطع طريق المستقبل أمام قطر، ولا بد من وقفة حازمة في وجه أصحابها المستترين خلف المصالح التي يعلونها على حساب الوطن. إن المجتمع القطري صغير، والحديث عن هذا الفساد متداول في المجالس وبالأسماء، فما الذي يعوق جهات الاختصاص عن ممارسة دورها الرقابي والمحاسبي لاجتثاث جذوره وتنقية المؤسسات والهيئات والشركات من لصوص المال العام؟! فحكومتنا الرشيدة في ظل توجيهات ولي الأمر -حفظه الله- لم تقصر أبداً في ضخ ميزانيات قياسية لتحقيق الرؤية الوطنية. المقصرون هم: موظف عام خان الأمانة.. ومقيم طمّاع سرقها.. وجهاز محاسبي لم يقم بدوره كما يجب، فانتشرت روائح الفساد النتنة التي أزكمت الأنوف وأخباره الشاذة التي صمّت الآذان! إن تقديم فاسد واحد من طبقة الـ VIP للمحاكمة العادلة والتشهير به سيردع طابوراً من الفاسدين الموجودين، وأولئك الذين يطرقون أبواب قطر بحثاً عن ثراء سريع على حسابنا!!! نريدها محاكمة لا ترأف بهم ولا تقبل فيهم وساطة ولا شفاعة.. إنها خطوة حتميّة تستوجبها المرحلة الذهبية التي تمرّ بها قطر، والتي يجب أن تكون ممتازة على كافة الأصعدة. لذا، أرجو وغيري من المواطنين المخلصين أن تتخذ عاجلاً غير أجل، من أجل إعلاء مصلحة الوطن والقضاء على الفساد في مهده، لتسجل قطر رقماً مميزاً في لائحة الدول الخالية من الفساد بكافة أنواعه. فهذا هو التميّز الحقيقي الذي نطمح له.