بدأ هذا العام بأحداث متلاحقة خطفت الأنفاس واذهلت العقول حتى تحول الموضوع إلى سخرية ممزوجة بالخوف خاصة أن الموت كان سيد تلك الأحداث.
فالانسان عدو ما يجهله، والموت ستار خلفه مجهول كثرت تأويلاته وتفسيراته الا انها لم تقدم للانسان الأمان الكافي لاعتبار الموت سنة من سنن الكون كالميلاد تماما.
وتركته فريسة الفزع وضحية الجهل!
أكاد أشعر بذلك الفزع في الأجواء لكنني
لا استشعر الاعتبار..
يقول أبو اﻟﺪﺭﺩاء:
ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭاﻋﻈﺎ ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﺪﻫﺮ ﻣﻔﺮﻗﺎ
اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ اﻟﺪﻭﺭ ﻭﻏﺪا ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮﺭ.
فلو غلّب الإنسان عقله على عاطفته في حضرة الموت
لغلبت الحكمة التفجع واعتبر من السابقين.
نسأل الله أن يهوّن علينا ما مروا به.
فمجالس العزاء تضج بفوضى الحياة الاستهلاكية وتفاهة الأشياء، وتسيطر عليها المشاعر البلاستيكية والمجاملات البغيضة دون اعتبار لأعظم امتحان يمر به الإنسان ولا يعلم ما هي نتيجته حتى يبعث حيّا يوم الحشر العظيم.
فكم واحدا منا سأل نفسه عما يواجهه الميت أثناء حضور مراسم العزاء؟!
كم واحدا منا سأل نفسه عن استعداده للموت؟!
كم واحدا منا راجع خططه النهائية قبل أن يرحل فجأة؟!
الموت يا أحبتي جزء هام من الحياة وتجاهله لا ينفي حقيقته، بل اني أجد التجاهل حماقة ثمنها غال جدا.
ليكن الموت ضمن مخططاتنا فلا ننزعج من ذكره
ذلك هو الإيمان الحقيقي برب الموت والحياة.
فالموت قدر ومن أركان الإيمان الثابت الإيمان الصادق بالقدر خيره وشره.
غفر الله لنا ورحمنا يوم تحول بيننا وبين الأحبة القبور.
ختاما
اﺫﻛﺮ اﻟﻤﻮﺕ ﻭﺩاﻭﻡ ﺫﻛﺮﻩ … ﺇﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺕ ﻟﺬﻱ اﻟﻠﺐ ﻋﺒﺮ
ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﻭاﻋﻈﺎ … ﻟﻤﻦ اﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪ ﻗﺪﺭ