من حال إلى حال

Loading

يعيش الإنسان على هذه الأرض أحوالاً متقلبة ما بين فرح وحزن.. سعادة وشقاء.. صحة ومرض.. موت وحياة..
فهذه هي سنة الحياة التي أجراها سيد الأكوان والزمان.. رب العزة جل جلاله.
ولم يكن الإنسان ليعرف قيمة ما يملك لولا تجربة الفقد والحرمان.. فهذا الإنسان الذي يستمتع بالأفراح حتى آخر لحظة ويرفض الأحزان منذ أول لحظة، متناسياً أنها عطايا الرحمن واختبار الإيمان.
طبعت على كدر وأنت تريدها.. صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طبـــاعها.. متطلب في المـاء جذوة نار
فالله سبحانه وتعالى يعطي لتشكر ويحرم لتصبر وتعتبر، فهل أدركت معنى الابتلاء أيها الإنسان؟.
هل تعلم أن الحامدين والصابرين في أعلى مراتب الجنان؟
إن الابتلاء سنة الله في الناس “ليميز الله الخبيث من الطيب”، فأي فريق تحب أن تنضم إليه؟.
ومن يظن أنه سخط من الله فهو واهم
فالأنبياء أكثر البشر ابتلاء..
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام
“أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل”.
كما يقول في موضع آخر:
(إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).
هذه الحقيقة التي لابد أن يوقن بها المؤمنون ويعملوا بها حتى ينالوا الجزاء الأوفر فتتنزل عليهم الرحمة والسكينة ويمدهم الله بالرضا والصبر.
ولم أجد مثل الاعتصام بحبل الله علاجاً لكل ابتلاء بدءا بالسليم والانقياد بالطاعة نهاية بالدعاء اللحوح على باب ملك الملوك.
فإذا بليت بنكــبة فاصــبر لها.. من ذا رأيت مســلـما لا ينــكــب
وإذا أصابك في زمانك شدة.. وأصابك الخطب الكريه الأصعب
فــادع لربك فإنه أدنى لمـن.. يدعــوه من حــبل الوريـد وأقرب
ختاماً
لا تكرهوا البلايا الواقعة، والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي: هلاكك
اللهم حياة طيبة بين عفوك ورضاك