حياة أو موت

Loading

في صورة بلاغية عن الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى اليه قال صلى الله عليه وسلم:
” كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا اِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَاِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَاِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا”
حديث يصور حال المجتمعات في كل زمان ومكان، فعلى مر الزمان ينقسم المجتمع أمام الأزمات الى ثلاث فئات هي: الأولى ايجابية واعية فاعلة تدعم المجتمع..
والثانية سلبية تعلي مصالحها فتؤذي مجتمعها، أما الثالثة فتتوسطهما وهي الفئة الصامتة التي لا تشارك فتزيد عدد السلبيين.. بصمتها وعدم فاعليتها.
ونحن في الأزمات كركاب تلك السفينة حيث تتجلى الصورة بقوة في مرور قطر بأزمة كورونا التي أراها كبحر هائج الموج كثير العواصف.
وفي حالة مثل هذه يضع قبطان السفينة اجراءات تحفظ التوازن وتنجي السفينة وسلامة ركابها من هذا الخضم الثائر في وجه البلاد والعباد.. ليخيرهم ما بين الموت والحياة.
ومن أهم تلك الاجراءات هو العزل الصحي المنزلي الوقائي الذي يكمّل دور الحجر الصحي للمرضى أو المشتبه باصابتهم في مكافحة الفيروس وقطع السبل أمامه لتتوقف سلسلة العدوى وتنكشف الغمة وتصل سفيتنا لبر الأمان.. بإذنه تعالى.
ولن تتحقق تلك النتيجة المأمولة إلا بتكاتف الجميع والالتزام بتلك الاجراءات التزاما تاما فالمسألة مسألة حياة أو موت فلا تهاون في تطبيقها ولا في تطبيق العقوبات على من يخل بالنظام بعدم احترام الاجراءات ولا ندري حقيقة ما هي الدوافع؟
هل هي جهل أو استهتار.؟؟
ما نعرفه يقينا أننا أمام تحد جلل يحتاج تكاتف الفئات الثلاث لحماية سفينة المجتمع.. وإلا غرق الجميع.
وفي ذلك استوقفني بيان نقل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه قال:
“أما المكوث في البيت ١٥ يوما أو السجن ٥ سنوات”
لعل هذا التهديد يزيل غشاوة الجهل والاستهتار واللامبالاة عن عيون البعض..
فان لم يهدهم القرآن ردعهم السلطان..
حفظنا الله واياكم من شر ما قضى وقدّر
◄ ختاما:
ابدأ بنفسك ولا تنس غيرك ممن يشاركك الهواء، فلا تكن سبباً في قتله بالجهل أو اللا مبالاة.