كلما ازداد التقدم التكنولوجي، انهمرت علينا مئات القنوات الفضائية عبر التطبيقات والاشتراكات المدفوعة لتفتح أمامنا خيارات واسعة غابت عنها الرقابة..
وتتنوع مواد هذه القنوات لتناسب كافة الأذواق وتملأ ساعات الفراغ الطويلة بشيء من المتعة والفائدة..
وللناس فيما يعشقون مذاهب.. فكل منا يختار ما يليق به.
ولعل أهم ما يميز تلك القنوات هو التخصص الذي يساعد المشاهد على اختصار الوقت والجهد، فيذهب مباشرة لما يحب دون عناء البحث عن مادة تلفزيونية مناسبة وسط هذا الغث.
ومن بين تلك القنوات المتخصصة تبرز قنوات البيوت والحدائق التي تتناول كل ما يهم المنازل من الألف إلى الياء في حلقات تحول الركام إلى قصور بطريقة إبداعية مميزة.. وتقدّم أساليب وتصاميم مختلفة.
مما ترك أثرا عميقا في مشاهديها بدا واضحا في فيديوهات بدأت تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي لبيوت خليجية أعيد تجديدها لتشبه ما تقدمه تلك القنوات العالمية.
ورغم جمال وأناقة هذه البيوت إلا أن غياب عناصر المحلية والأصالة الخليجية جعلها نسخا مقلدة لا أصولا مبدعة.
فالمصممون العالميون أنفسهم يحرصون على تجميل تصاميمهم واكتمالها، بإضافة جماليات ورموز المناطق التي تقام فيها مشروعاتهم.
فتلاقح الثقافات جميل إلا أن التطعيم هو المطلوب لا النسخ الذي يلغي الخصوصية والتفرد.. وعلى الابتكار فليعمل العاملون.
الأجمل في هذه القنوات أن أغلب موادها صالحة للمشاهدة العائلية والاجتماع حول الجمال الطبيعي والإبداعي.. لذا أوصي بها دون تردد، لمن يبحث عن جمال الصورة والمحتوى ويقدر الإبداع والابتكار والفنون.
ختاما:
إن كان لابد من كلمة ختامية فستكون عن الرقابة التي لم تعد ممكنة في ظل مطر الإنترنت.. لهذا على الوالدين زرع مخافة الله والرقابة الذاتية في سنوات العمر الأولى حتى ينشأ الأبناء في حصانة تامة، ولديهم القدرة على الاختيار بين الغث والسمين.
مشاهدة ممتعة اتمناها للذواقة.