مبادرتي: ولا تزد!

Loading

ربما تدعو أغلب المبادرات إلى الزيادة، إلا المبادرة التي أطلقها اليوم عبر “بالعربي الفصيح”، لتكن استهلالا للأيام المباركة من شهر ذي الحجة المعظم، فهي تنهى عن الزيادة.

مبادرتي التي أرجو لها الرواج والتجاوب تبلورت فكرتها، من خلال عبارة قرأتها منذ مدة، واستقرت في وجداني لتتحول إلى مراقبة ذاتية للتحكم في النفس، ومحاربة العادة السيئة التي تفتك بالفرد والجماعة، ورأيت مشاركتها مع الجميع، لنعمل سويا على اجتثاث هذه العادة السيئة والخلق السقيم، وأورد هذه العبارة الموجزة التي تلخص طريقة عمل المبادرة والهدف الذي أسعى لتحقيقه من خلالها.

يقول قائلها – رحمه الله -:

وإذا حدثوك عن سيئة فلان، قل “غفر الله لنا وله” “ولا تزد”.

فالمبادرة تهدف إلى إخماد نار الفتنة والغيبة والنميمة في مهدها، فلا تتدحرج لتتحول إلى كرة ضخمة تطيح بكل أواصر المحبة والألفة بين الناس.

فالمؤسف أن الغيبة والنميمة هما فاكهة المجالس، ولا نجد من يتصدى لها، إلا من رحم ربي، ليتحول حينها إلى ضيف ثقيل غير مرحب به.

وكنا سابقا نصم مجالس النساء بأنها “مجالس حش”، أي ذكر الإنسان بما لا يحب وتحويله إلى مادة دسمة، في ذلك المجلس الفارغ من ذكر الله، إلا أنه مؤخرا قد غلبنا عليها الرجال.

فمن منغصات الرجولة تحول أغلب الرجال إلى هماز مشاء بنميم، وتحول مجالس الخير ومدارس الرجال إلى اجتماع ثرثرة، تغلب عليه الغيبة والنميمة والفتن التي تفتك بالعلاقات وتخرب البيوت.

إنها آفة مستشرية، لابد أن تتوقف، امتثالا لتعاليم ديننا الحنيف، واستجابة لنبل الإنسان وكرامته، وطلبا للغفران يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والقلب السليم يخلو من رغبات الإيذاء والتشويه كما تعلمون.

فمن يستجيب لمبادرتي هذه، ويبدأ في تنفيذ خطواتها بمجرد قراءة هذه السطور، بكف أذاه عن الناس، وكف إيذاء الناس عن الآخرين، بالرد بقوة وثبات على أي غيبة أو نميمة بعبارة: غفر الله لنا وله فقط ولا يزيد حرفا.

فتلك العبارة كفيلة بالتذكير بالله عز وجل، والتفكير بعواقب آفات الألسنة المريضة والنفوس الخربة، ودعوة لتطويع النفوس على إحلال عادة جميلة محل عادة سيئة.

فهل نبدأ معا في تفعيل هذه المبادرة؟

الخلاصة:

قال الله تعالى:

“ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم”.

(الحجرات : 12)

تخيل نفسك تمضغ لحما اقتطعته من جثة نتنة حين تغتاب أحدا ما.

تأكد أنك لو استحضرت هذه الصورة أثناء ممارسة فعل الاغتياب البغيض ستتوب عن الغيبة والنميمة توبة نصوحا.