من الأذكار التي نقولها بعد الصلوات المفروضة دعاء جميل وقصير إلا أنه يلخص أحوالاً كثيرة نعيشها بشكل متواصل هذه الفترة.. هو:
اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
فمن مبادئ الإيمان العميق اليقين بما عند الله، وأن الرزق كل الرزق بيده وحده سبحانه وتعالى، فلو كان الجميع يؤمن بذلك لهان علينا الكثير من تبعات تفشي فيروس كورونا وآثره المدمر على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أدى إلى الاستغناء عن الكثيرين وخصم رواتب الكثيرين وعلاواتهم في كل دول العالم.
ولا شك أن لهذه الأمور أثراً في نفوسنا وقلوبنا
والمحيط الذي يلفنا، فهناك من انتحر لأنه تم الاستغناء عن خدماته،
فأضاف إلى الكفر كفراً أكبر.. والعياذ بالله.
فالذكر أعلاه يقرر حقيقة واقعه لابد من رفعها شعاراً لحياتنا لتهدأ نفوسنا وتستقر قلوبنا.. هذا الحقيقة التي تؤكد أن ما يكتبه الله لك من رزق سيصلك حتما لا يستطيع أحد أن يمسكه عنك أو يمنعه
لقوله تعالى ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ (2)
سورة فاطر.
وأيضاً إذا منع عنك رزقاً ما فالله عز وجل لم يقدره لك، لا يد لمخلوق في المنح أو المنع، هو وحده إذا أمسك لا تغنينا عن عطاياه الربانية غيره، هي قدرة إلهية ومشيئة ربانية لقوله سبحانه: ﴿وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ﴾ (2) سورة فاطر، وهذا هو الإسلام حيث نستسلم لله وننقاد إليه بالطاعة.
الأرزاق.. يا أحبة عطاء رباني مقصور على الغني وحده سبحانه
والذي يغنينا عن كل غني، ولا يغنينا عنه أي جاه وغنى، بل مهما تعاظمت الثروات نبقى فقراء لله ولا يمكننا العيش
بعيداً عن شواطئ رحمته وغيمات غيثه ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (15) سورة فاطر.
فخلاصة القول
إنه لا ملجأ ولا منجى إلا الله سبحانه، فإذا رزقك احمده واشكره كما ينبغي لعظمته وإذا أمسك الرزق وابتلاك بضعف وفاقة فاصبر ولا تيأس، فلا ييأس من رحمته إلا ظالمو أنفسهم.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم طيب المقام وحسن الختام.