العيال كبرت

Loading

هذه أشهر عبارة سرت في المجتمع العربي لتعبر عن التغيرات التي يتعرض لها الأبناء حين الانتقال من مرحلة سنية إلى أخرى.
ولعل مرحلة المراهقة هي المطبة الكبرى – إذا جاز لي التعبير- حيث تتراكم التغيرات البيولوجية والنفسية والفكرية في فترة زمنية قصيرة ومحيرة.
ولأن البنات كبرن وبدأن في البحث عن مكانهن في هذا العالم الكبير أكتب مجدداً عن وجهة نظري في التربية والإعداد للانتقال السلس من الطفولة إلى المراهقة.
ففي رأيي إن تعهد البنت والولد بالتربية الصالحة خلال السنوات السبع الأولى تعهداً تاماً يؤسس لمراهقة هادئة قليلة المشاكل.. فالسنوات السبع الأولى من حياة الإنسان تعتبر السنوات الذهبية، والأرض الخصبة التي تنتظر البستاني الماهر الذي يبذر فيها بذور الدين والأخلاق والقيم والمهارات اللازمة لتشكل أساساً متيناً يقف عليه الإنسان ثابتاً يقاوم رياح التغيير الضارة، ذلك أن عقله وفؤاده أكثر قابلية للتشكيل، أما في الكبر فإنهما يفقدان تلك المرونة.
ففي السنة السابعة يتبلور ما تعلمه الإنسان من المهارات الحياتية، والقيم الاجتماعية والأخلاقية، والاستعداد لتحمل المسؤولية، والتعود على ضبط الانفعالات.
فمدرسة التحليل النفسي تؤكد على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل، لذا وجب خلالها الاهتمام المتواصل به وبكافة جوانب نموه وتطوره ليشب قوياً في فكره ووجدانه، وهذا لن يحدث إلا إذا كان الوالدان عالمين بالتربية عامة والتربية الدينية بشكل خاص، لأن جهلهما مصيبة آثارها ممتدة.. ومسؤوليتها متصلة، فلا ضير في التعلّم والتدرب قبل مجيء الأطفال إلى الدنيا حتى لا تمارس عليهم أساليب خاطئة تكون نتائجها غير محمودة، وآثارها عميقة ومؤذية.
فأنا أنصح بذلك وبشدة فكما تحرص الزوجة على دورات الطهي والديكور والتجميل فدورات التربية أهم وأولى.. فجزاؤها خير الدنيا والآخرة.
ما أريد من الأمهات معرفته يقيناً هو حاجة المراهقة لصديقة في صورة أم تستطيع أن تلجأ إليها دون خوف من العواقب وتحدثها بما لا تستطيع الإسرار به لأحد.. فلا تفوتي على نفسك هذه الفرصة وتغيبي عن حياة ابنتك في هذه المرحلة الحرجة فيأخذ دورك من يضرها ولا ينفعها.
هي دعوة لتعيشي المراهقة مرة أخرى من خلال ابنتك مع الحرص على ألا تكرري الأخطاء التي وقعت خلال تلك الفترة، بل استفيدي من تجربتك لجعل تجربة ابنتك أكثر هدوءاً واستقراراً، ولا تنسي نصيب والدها في هذه المرحلة الهامة وضرورة إشراكه فيها مشاركة حقيقية تسعد ابنتك وتعزز ثقتها بنفسها وتساعدها على فهم ما تمر به.