حفظ الله أمريكا

Loading

وصف المفكر المعروف د. طارق السويدان ذات حلقة تلفزيونية الشعب الأمريكي بالشعب العظيم.

وكثيرة هي النماذج العظيمة التي صدّرها هذا الشعب للإنسانية، فأنارت بنور علمها وابتكارها ظلام الجهل وعالجت وجع العافية.
فإذا تأملنا واقع هذا الشعب سنجده لا يختلف عن بقية شعوب العالم في بحثه عن الأمن والاستقرار والسلام.
وإن انتخب من يمثله فليس بالضرورة أن المختار أجاد مهمته، وقام بها على أكمل وجه، فكل شعب معني بشؤونه الداخلية بالضرورة، وتحديدا لقمة عيشه، ومع ذلك صوّت الشعب الأمريكي ضد استمرار أفضل رئيس اقتصادي عرفته البلاد، رغم مرورهم بواحدة من أقسى الأزمات الاقتصادية، تحت ضغط جائحة كورونا وآثارها المدمرة على الاقتصاد العالمي قاطبة.
فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة هذا الشعب الذي انتصر لمبادئه، وأعاد لها هيبتها، من خلال التصويت الحر ضد رئيس أسرته العنصرية، وكبله الحقد فأطاح بكل ما آمنوا به، منذ لحظة ترشحه حتى الآن.
إن الفرح الممزوج بالنصر الذي انفجر حول العالم مساء السبت ليس ابتهاجا بالآتي بقدر ما هو نكاية وشماتة بالحالي.
نعم
إنا شامتون بالرئيس الحالي الذي نال من كرامة بلاده قبل بلاد المسلمين، وأهان شعبه فرد الشعب الإهانة بالإهانة، وصوت لخروجه من مؤسسة الحكم، ليخرج من البيت الابيض في يناير2021 حسب التقاليد المتبعة هناك.
وفي ظني لو ترك الأمر للشعب لحرموه حتى من الأيام المتبقية، لأنه لا يستحقها من جانب، ومن جانب آخر هو متهور، حتى شهد بذلك أقرب الناس منه، فلم تخف ابنة أخيه خوفها من ردة فعل عمها على خسارته الانتخابات، وأكدت أنه قد يقدم على تصرف يائس بائس يضر البلاد والعباد، خاصة أن أتباعه يجمعهم العنصرية والجشع والرعونة.
حفظ الله أمريكا وشعبها، حيث احتفت الأرض بهزيمة الرئيس ترامب احتفاء لم يسبق له مثيل، شهدت عليه وسائل الإعلام التقليدية والحديثة.
فالحمد لله قاهر الجبابرة الذي هزم صانع الدمى العربية ومحركها، الذي أذن بحصار بلادي ودعم محاصريها، وباع الحقوق الشريفة والمبادئ الأصيلة بالدرهم والريال كسمسار، فإلى ظلام التاريخ حيث المكان الذي يليق به.
على الهامش..
لست أعجب إلا من ثرثرة البعض حول الرئيس الأمريكي الجديد، وأنه ليس مختلفا عن غيره ممن سبقه.
أعجب من الذي يعيبه والعيب في أمة العرب التي رضيت أن تكون كالأيتام على مائدة اللئام، وتحيا عالة على عاتق أمريكا وغيرها، تنتظر منها العون والنصرة.
أما نحن
فلا يعيبنا الدعاء بهزيمة السابق، والفرح بفوز غريمه الرئيس اللاحق، فنحن لا ننتظر منه شيئا، وكذلك يجب أن يكون العرب والمسلمون.
فمن اعتز بغير الله ذل.. وشواهد الذل كثيرة.