مر… وهذا الأثر

Loading

لو سئلت عن وصية أفضلها وأحب العمل بها دائماً لما ترددت في ذكر بيت الشعر المحفز:
كن شخصاً أن أتوا بعده… يقولون: مر وهذا الأثر.

فالأثر باقٍ وخالد وإن غاب صاحبه، لذا كان الأثر الجميل حلم الجميع ولكنه في متناول بعضهم أولئك الذين يبذلون جهدا نوعيا بغية التأثير في محيطهم والارتقاء به.

هي خواطر دارت في خلدي وأنا أقرأ خبر فوز رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ مؤسس شركة صخر ومعرب الحاسب الآلي وصاحب أول برنامج حاسوبي للقرآن الكريم وكتب الحديث التسعة بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام.

وهي فرع من فروع جائزة الملك فيصل العالمية، الذي يعد من أوائل فروع الجائزة إلى جانب فرع الدراسات الإسلامية
إذ تم تأسيسها في سنة 1397 هـ/1977 م وكانت الدورة الأولى عام 1399 هـ/1979، وتمنح هذه الجائزة تكريمًا للمساهمات البارزة في خدمة الإسلام.

وحقيقة..
أجد أن ما صنعه الشارخ من أقوى الآثار التي يمكن أن يتركها الإنسان في الدنيا، حيث وظف العلم لخدمة الدين، لذا سيذكره العابرون ويشيرون إليه في كل مناسبة.

فالشارخ فتح أمام العرب بوابة الكمبيوتر السحرية ليلجوا عالم الإنترنت بكل ثقة واقتدار، فحققوا نجاحات تضاف إلى رصيد الإنسان عامة والعرب خاصة.
فلكم أن تتخيلوا أعزائي القراء ماذا سيحدث للشعب العربي الذي تغلب عليه الأمية لو لم يتم تعريب الكمبيوتر والإنترنت..
حتما كان سيبقى خارج الزمن وتتخطاه الحضارة، كالشعوب البدائية التي تعيش على هامش الحضارات في أمريكا واستراليا.

فالحمد لله الذي الهم الشارخ ويسر له ما أنجزه كرجل أعمال صاحب رؤية واضحة ورسالة ذات أهداف نبيلة، فاستحق التكريم والتقدير ليضاف اسمه إلى سجل الخالدين الذين استحقوا الجائزة بما قدموه من إنجازات بارزة، تشير إلى عبورهم ذي الأثر الجميل.
فماذا عنك أيها القارئ النبيل هل تفكر في التأسي به؟ لتترك أثراً جميلاً يكون لمن بعدك آية، جرب.. ففي ذلك تتجلى لذة العيش.