ثروتنا الوطنية

Loading

لحمدلله الذي خصنا بأرض طيبة غنية بالثروات، وقيادة تعتبر الإنسان قمة تلك الثروات، فبذلت الغالي والنفيس من أجل تعليمه وصحته وسائر الخدمات التي تجعله مواطنا صالحا قادرا على رد جميل هذه الأرض الطيبة، ومن ذلك الاهتمام والحرص تأتي القرارات التي تتخذ من حين إلى آخر ضمن حزمة من الإجراءات الاحترازية لمكافحة جائحة كورونا.
فكل الشكر لوزارة التعليم التي استجابت مؤخرا لطلبات إيقاف الدراسة حضوريا في المدارس التي تحول أغلبها إلى بؤر عدوى، ساعدت في نشر الفيروس على نطاق واسع، فأصيب الأطفال والكبار ضمن الحرم المدرسي كما انتقلت العدوى إلى خارج ذلك النطاق فأصيب من أصيب ومات من مات. رحمنا الله وإياهم أجمعين.
إلا أنني تعجبت من إصرار الوزارة على أن يكون دوام الكادر الإداري والتدريسي بنسبة 100% أثناء عدم حضور الطلاب وتعلمهم عن بعد، فهم ثروة وطنية يجب المحافظة عليها وعدم تعريضها للخطر!.
ترى ما الهدف من دوام الكادر بأكمله أثناء غياب الطلاب، خاصة وأن المعلمين والإداريين يمكنهم إدارة العمل عن بعد؟!.
كما أن تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بمنع التجمعات والتباعد الاجتماعي وتقليل الأعداد في الأماكن المغلقة على فريق عمل كامل يداوم يوميا من السابعة حتى الثانية دون طلاب، يبدو معاناة أخرى.
لماذا لا تخفض النسبة، ليتمكن الفريق من المحافظة على صحته وتجديد نشاطه وطاقته استعدادا للامتحانات الحضورية؟. أو على الأقل يطبق نظام العمل التبادلي، فتخفيض الحضور يخفض احتمالات الإصابة، لتصبح المدارس بيئة آمنة ومستعدة لعودة الطلاب.
من جانب آخر التعلم عن بعد يحتاج لمعلم معطاء وولي أمر متابع، فماذا عن أولياء الأمور الذين سيضطرون إلى الدوام بنسبة 100 ٪ من سيتابع ابناءهم أثناء عملية التعلم عن بعد وهم في البيوت وحدهم أثناء انشغال أولياء الأمور العاملين في المدارس؟.
ان أهمية صحة وسلامة المعلمين والإداريين لا تقل عن أهمية صحة الطلاب، بل يجب أن يكونوا على رأس الأولويات، فهم من يديرون العملية التعليمية ولا يمكننا إغفال ذلك في ظل الإصابات المتزايدة في البلاد.
نتطلع لقرار عادل يخفض عدد الكادر الإداري والتدريسي إلى الحد المعقول والمتماشي مع القرارات الصادرة بهذا الخصوص للمحافظة على ثروتنا الوطنية.
أنجانا الله وإياهم من الوباء والبلاء.