إلا الصيام !

Loading

مقولة جميلة استوقفتني لعمق مغزاها.. مفادها: رغم أننا في العشر الأواخر إلا أنه بقى من رمضان ما يزيد على ألف شهر… ففي العشر الأواخر تأتي درة الليالي وتاج الزمان ليلة القدر.. والمحروم حقاً من حرم أجرها.
فالكيس الفطن من أعد العدة منذ بدأت ليالي رمضان الثمينة ليتوج جهده بالفوز بأثمن الليالي. من خلال رفع طاقته النفسية والجسدية للقيام بالأعمال في جدة ونشاط، فيتحرر من الملهيات ويقاوم المغريات ويهجر الدنيا بما فيها مهاجرا إلى الله لعله يبلغ المنال فيفوز بالجنة ويعتق من النار.
طال العمر أو قصر.. زادت الأعمال أو قلت.. نشطت الهمة أو فترت.. تأتي المواسم الممطرة بالحسنات لتعوض كل نقص وتجبر كل كسر فلا تتولى يوم زحف العباد لتحقيق مقاصد رمضان في العشر الأواخر..
وكن في مقدمة صفوف كل العبادات لعلها تكون طريقك إلى الجنة بغير حساب أو سابق عذاب.
فالله عز وجل قد خص الصائمين بباب الريان يدخلون من خلاله إلى جنة الأنهار والثمار.. قبل أن يقوم الخلق لحسابهم… (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به) سبحانه وتعالى..
وبالتأكيد لا يقصد بالصيام (هنا) الامتناع عن الطعام والشراب إنما صوم الجوارح كلها والامتناع عما يجرح هذا الصيام الذي قصد به وجه رب كريم.. حينها يجد الصائم الجزاء الأوفى ويفرح به.. تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)

جعلنا الله وإياكم من الفائزين في هذا السباق الكريم الداخلين من باب الريان من غير حساب ولا سابق عذاب.