نريد التعلم حضورياً.. لا عن بعد

Loading

وصلتني رسالة من ام حريصة تحمل وجهة نظر واقعية، أتفق معها وأدعو إلى دراستها والعمل على تنفيذها.

تدعو هذه الأم من منطلق حرصها على طلاب جامعة قطر من خلال ابنتها التي تدرس الطب هناك إلى “جعل الدراسة في العام الدراسي الذي سيحل قريبا دراسة حضورية لا دراسة عن بعد”.
خاصة طلاب التخصصات العملية كالطب وغيره التي تتطلب ممارسة عملية تحت سقف المختبرات والمعامل.
وترى أن “طلاب الجامعة في سن تلقي اللقاح، فلماذا لا يسمح لهم بالحضور والالتزام بالإجراءات الاحترازية” إلى حين ميسرة؟.

إن حرم الجامعة مؤهل لتطبيق الإجراءات في حال تمت الموافقة على حضور طلاب التخصصات العلمية كمرحلة أولى من مراحل العودة إلى مدارج الجامعة.
وعليه اضم صوتي إلى صوتها وأطالب بدراسة هذا الرأي وتذليل الصعوبات التي تقف في وجه تحقيقه على أرض الواقع.
فلا يخفى على أحد دور الجامعة في صقل شخصية الطالب في مرحلته الانتقالية بين التعليم والعمل.
ولزومه البيت يحرمه من فرصة تطويره لشخصيته والاحتكاك باساتذته والاستفادة من مرجعياتهم العلمية والثقافية.
كما اوردت الأم في رسالتها إشارة أهم
وهي “تأثر نفسيات الطلاب والطالبات الذين التزموا بالتعلم عن بعد، وتتساءل: كيف يُدرس الطب عن بعد”؟.
في رأيي ان جميع التخصصات التي تتطلب تدريبا عمليا وممارسة يدوية لا يمكن أن تستمر في تلقي المعرفة عن بعد لأن ذلك سيؤثر على جودة المخرجات.
فكما يبدو أن حكاية كورونا (مطولة) فهل يمكنني أن أثق في مهندس أو طبيب لم يحصل على فرصته الكاملة في التعلم ولم يأخذ حقه التام في التدرب والممارسة قبل التخرج؟
نحن الآن في مرحلة حضور80% إلى مقار عملهم وان تحولت إلى أقل من ذلك فلتكن الأولوية لأصحاب التخصصات العلمية.
فتفتح لهم المعامل والمختبرات وليمارسوا شغفهم بحب وحرية من أجل مصلحتهم ومصلحة الوطن الذي ينتظر تخرجهم وانخراطهم في ميادين العمل.
اعتقد ان الجامعة بقيادة د. حسن الدرهم قادرة على التكيف مع الوضع بخلق فرص عملية يحتاجها أولئك الطلاب فيعيد إليهم حب المعرفة وشغف التعلم واكتساب المهارات المتنوعة.
اترك هذه الملاحظات وامنيات الأمهات على مكتبه وأنا على يقين بأنه سيوازن بينها وبين الوضع القائم الذي لا نعرف له نهاية في ظل التحور الدائم الذي يتلاعب بمصائر الناس، ويعيد الشغف إلى نفوس الطلاب.

مع تمنياتي للجميع بصحة تامة.