رحلتي مع القلم

Loading

أضع بين يديكم تجربتي دون تأريخ أو تصنيف بخلاف ماجرت عليه العادة ..
فهي رحلة ممتدة بدأت بالتقاط الكلمات
كما هي العصافير تلتقط حَب الحياة ..

هي لهفة تلمسّها والدي رحمة الله فأمدّني بكل ماتقع يداه عليه من مطبوعات مختلفة المشارب والمذاهب ..
ورعتها والدتي بكل ماتملكه من مهارات القراءة والكتابة والرسم
فنشأت بقلب وعقل مفتوحين لكل تجارب اﻹبداع

في مستهل الثمانينات تفتحت ذائقتي على برنامج ~صدى الوجدان~ الذي حرص اﻹعلامي الكبير عبدالعزيز محمد من خلال صوته المميز على تقديم الكلمة في أبهى صورها ..

لينتقل التأثير من الكلمة المطبوعة إلى الكلمة المسموعة التي أبرزت ثراء الكلمة وقدرتها على سبر أغوار النفس ..
فانتقل التفاعل من قراءة الكلمة إلى كتابتها …

وتبلّور هذا التفاعل بنشر كلماتي التي جاءت في شكلين أدبيين هما القصيدة النثرية والمقال ..

وعلى مرّ الزمان حبست الشعر في اﻷدراج ودعمت المقال بقوة لتبدا رحلة النشر الملتزم بمواعيد محددة على شكل مقال أسبوعي منذ الثمانينات ..

ففي الصف الثالث اﻷعدادي نُشر أول عمود صحفي في صحيفة العرب أنذاك تحت اسم مستعار واستمرّ ﻷكثر من عامين ..

ثم في المرحلة الثانوية والجامعة جاء عمودي الثاني ~ مع أرق تحية~ في مجلة أخبار اﻷسبوع و استمر عدة سنوات ثم توقف بتوقف المجلة التي تحوّلت إلى صحيفة الوطن في منتصف التسعينات ..

توقفت المجلة ولكن
لم تتوقف رغبتي الشرهة في الكتابة والنشر فنشرت العمود الثالث عبر ملحق صحيفة أخبار الخليج الذي توقف ايضا بالتحوّل إلى صحيفة الشرق حينها..

ثم
ولد عمود ~بالعربي الفصيح~ عام 2001
إثر نشر مقال لي بعنوان
{الموت الباذخ} تناولت فيه هجوم 11 سبتمبر الذي استهدف الولايات المتحدة حينها ..

حيث
اتصل بي الدكتور أحمد عبدالملك رئيس تحرير صحيفة الشرق أنذاك و كان يعدّ العدة لتطويرها وتحديثها ليستكتبني ..
فكان هذا العمود~ بالعربي الفصيح~ ذروة نضج تجربتي في كتابة المقال..

فأحتفيت بالعشر سنوات الأْوَل بإصدار كتابي الاول الذي اختار موضوعاته قراء أحبّوه وتابعوه خلال عقد من السنين ..
والذين لولا توفيق الله عزّ وجل ولولاهم لمااستمرّ العمود بقوة وحقق شهرة كأحد اﻷعمدة التي تعنى بالشأن المحلي عناية فائقة كرد الجميل لهذا الوطن العظيم..

الذي أحلم أن يكون جنة الله على أرضه وإن لم يكن كذلك فعلى اﻷقل يكون مدينة فاضلة يحرص سكانها على علاج مشكلاتهم أولا بأول حرصا يميّزهم عمن سواهم..

وكعادة سائر اﻷحلام واجه ~بالعربي الفصيح~ عقبات جعلتني أفكر في اعتزال الكتابة ..
وعدلت عنها بفضل الله ثم القراء الذين يدعمونني بإخلاص ووفاء.. دائما وابدا

ولست أنسى في هذا المقام أن أتقدم بالشكر والامتنان لكل من ساهم في إثراء تجربتي الحياتية والأدبية ..
بدء بوالديّ.. وأسرتي خاصة شقيقتي العانود ..

و زوجي الذي كان له فضل خروج هذا الموقع إلى حيز الوجود. .

ولا أنسى ايضا
معلمات اللغة العربية و اﻷستاذين الفاضلين د. علي عبدالخالق ود. عبدالعزيز مطر رحمه الله

واﻷصدقاء في أنحاء الدنيا بعالميها الحقيقي
و الافتراضي ..

واختم..
بإطلاق هذا الموقع الإلكتروني احتفاء بالذكرى العشرين لعمودي الصحفي بالعربي الفصيح في وقت اخذت فيه تجربتي الابداعية طريقا جديدا يسعدني بالتواصل المباشر مع القراء الذين أعدّهم أكسير الحياة ﻷي نتاج أدبي..

فإن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمني ومن الشيطان ..