اقتراح مثير للجدل

Loading

تلتزم الحكومات الفاعلة بتقديم خدمات عالية المستوى لمواطنيها وحكومة قطر تسعى جاهدة لرفاهة المواطن، ولكن تعالت أصوات المواطنين، وكذلك كبار الموظفين في المجال الصحي، تشكو الازدحام وطول الطوابير في المستشفى الحكومي الذي تم افتتاحه في ثمانينات القرن الماضي، ولم يدعم بمستشفى آخر حتى السنوات القليلة الماضية، حيث تم افتتاح مستشفى الخور ذي السمعة الطيّبة التي شجعت على الهجرة إليه وإن طال الطريق!!! ومستشفى آخر ينتصب أنيقا على مشارف الوكرة، إلا أنه لا يزال عاطلا عن العمل دون تبرير أو تفسير!!! ومستشفى دخان الذي يعمل بنجاح على الطريقة الكوبيّة.. وهي كما تلاحظون مستشفيات تخدم المناطق الخارجية لتخفف من تكالب المرضى على مستشفى حمد العام الذي يئن تحت ضغط طفرة سكانية جاوزت المليون نسمة وتزيد!!! هذه الطفرة شجعت المستشفيات الخاصة على التكاثر حتى أصبح افتتاح مجمع طبي أسهل من فتح بقالة!! فلم نعد نعرف الصالح منها والطالح، لكننا تحت ظروف المستشفيات الحكومية التي تقدم خدماتها بكرم حاتمي للجميع دون استثناء نلجأ للمستشفيات الخاصة {الجشعة} التي تزيد فاتورتها العلاجية بزيادة حجم المبنى وعدد الخدمات و … رواتب القطريين!! هذا اللجوء الاضطراري للمستشفيات الخاصة من قبل المواطنين الباحثين عن وضع صحي أفضل دون حماية تأمينية، إلا من رحم الله وهم قليل، قابله احتلال المقيمين -إن جاز لي التعبير- للمستشفيات الحكوميّة والمراكز الصحيّة التي تقدم خدماتها مجانا، بل حتى المستشفيات الخاصة شهدت هجومهم تحت مظلة تأمين صحي كريم من بلد كريم!!! هبط مستوى الخدمات في القطاعين، وأدى ذلك إلى ارتفاع جنوني في أسعار العلاج، حتى صارت أجرة فتح الملف في بعض المراكز الاستغلالية الكبرى ألف ريال!! ولأن الأصلاح -إن وجد- يسير بخطى سلحفائية لا تكاد تبين، فإنني أدعو المسؤولين لعلاج هذا الوضع باتخاذ إجراءات قصوى مثل منح أولوية استخدام كافة المرافق العلاجية الحكومية للمواطنين، بل وقصرها عليهم إن لزم الأمر. فالقطريون الذين يشكلون نسبة قليلة من عدد السكان أحق بالخدمة المجانية التي تلتزم بها الحكومة نحو مواطنيها دون غيرهم ممن يتمتعون بها على حسابهم. حينها سيجد المواطن سريرا يعالج عليه، ودواء متوفرا، واستشاريا متمكنا، ليشخص حالته بدقة ونجاح، بعيدا عن ضغوط الزحام وطوابير الانتظار المملّة. سيجد غرفة عمليات متوفرة لاستقباله في أي وقت بناء على حالته الصحيّة دون الحاجة إلى الانتظار أو السفر إلى تايلاند حفاظا على حياته!!! خاصة إن كثيراً من المواطنين لا يتمتعون بترف التأمين الصحي الذي امتاز به كثير من المقيمين في تفرقة مشمئزة وظلم بيّن… إنني أدعو المسؤلين إلى تبني هذا الاقتراح الذي قد يثير جدلاً، ولكنه في نهاية الأمر سيحقّ حقاً، لأن أهل قطر أولى بخيرها الذي يكاد ينحسر عنهم، بسبب سوء إدارة بعض المسؤولين لمهامهم.