عرض كريم

Loading

هذا أسبوع ختامه مسك، حيث تبدأ أيام رمضان الكريم في آخره.. اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان، وبلّغنا رمضان في أمن وأمان… يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ويفسر ذلك الإمام النووي: معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. فأي عرض كريم هذا؟! وأي فرصة ذهبية تلوح في الأفق؟! من منّا لا يرجو غفران ذنوبه وخطاياه ليخرج بعد شهر كمن ولدته أمه صفحة بيضاء طاهرة مطّهرة؟! فيستأنف حياته بالخير وعلى الخير يقطف الحسنات أينما وجدها، ويتحاشى السيئات أينما وجدت.. ولكن كيف يمكنه فعل ذلك؟! إن رمضان اختبار سنوي يرفع المسلمين درجات نحو خاتمة حسنة وجزاء كريم.. وكعادة الاختبارات لا بد من المذاكرة والتحضير المركّز لها.. فكما تشهد الأسواق هبّة غريبة، وكأنما أعلن عن مجاعة قادمة في الأفق!! وكما تشهد الفضائيات حشداً عجيباً، وكأنما مشاهدتها مقصورة على رمضان فقط! لا بد أن تكون هناك استعدادات ضخمة على المستوى الشخصي لكل إنسان يريد من الله عزّ وجل أن يغفر له ما تقدم من ذنبه.. وأهم تلك الاستعدادات التفقه في الصيام وتلمس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في ذلك.. لأن الله عز وجل يحب أن يعبد على بينة، وتؤدى فروض دينه على علم ومعرفة تجنباً للقصور والزلل.. والحمد لله رب العالمين، إنه سخّر لنا كافة الوسائل لتيسير سبل التعلم والتفقه.. فالمحاضرات الدينية الخاصة بشهر رمضان في كل مكان.. وإن لم يستطع الإنسان حضورها يمكنه متابعتها في التلفاز، خاصة في القنوات الجادة التي اتخذت التوعية شعاراً لها.. وإن لم يستطع ذلك فعليه بالبحث في الإنترنت عن مواقع مماثلة تقدم العلم الصحيح والاستفادة منها.. فلم نعد معذورين أبداً، لأن العلم منشور في كل مكان، وما علينا إلا أن ننهل من مناهله الصحيحة، ونعد أنفسنا لموسم الغفران.. هذا الشهر الذي يمرّ كلمح البصر لأن أيامه نفيسة ولياليه عظيمة.. لا بد وأن نغتنمه فندخل في معسكر ديني نعتكف فيه بعيداً عما يجرح صيامنا، ويضعف أجسادنا، فيؤثر في قيامنا.. ليتحرر كل منا مما ينقص حظه في هذا العرض الكريم بغفران الذنوب.. فمن ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه.. اعقدوا النية –أحبتي- على صيام رمضان إيماناً واحتساباً بقصد وهب كل أيامه ولياليه للتعبد والتقرب من الله عزّ وجل، فلعل الله أن يرحمنا ويغفر ذنوبنا ويعتقنا من النار… اللهم بلغنا رمضان ونحن في صحة وسلامة، وأعنّا على صيام نهاره وقيام ليله، وبلغنا ليلة القدر، واجعلنا ممن قامها إيماناً واحتساباً. اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، ولا تجعلنا من الأشقياء برحمتك يا أرحم الراحمين.