الدنيا أم

Loading

يصادف هذا اليوم ذكرى ميلادي، وأجد أن أكثر إنسان يستحق الشكر والتقدير مني في هذا اليوم هو أمي لفضلها الكبير علي. فالأم أعظم مخلوق تلتقيه في حياتك وتعايشه، بل وتجتزئ قطعة من كبده لتعيش بها على هذه الأرض.. لهذا أفسح المجال اليوم لشكر والدتي.. أم أحمد –عسى عمرها طويل- ربة بيت رائعة ربّاها أب تقدمي يؤمن بتعليم الفتيات في زمن كان فيه الأب ما زال يواري وجهه خجلاً من «خلفة البنات» بحثاً عن مجد صبي يحمل اسمه!! أمي الرائعة أخذت نصيباً وافراً من التعليم ساعدها لأن تأخذ بأيدينا لعبور مراحل تعليمنا بأمان وتميّز.. وساعدها أيضاً على أن تكون امرأة عظيمة تقف خلف رجل عظيم –والدي رحمه الله– ليؤسسا بيتاً مستقراً ويربيا أبناء متميزين يعملون بإخلاص وصدق مع الذات.. كما أكسبها قدرة متميّزة على المطالعة لتنقل لنا المعلومات فيما بعد، فاكتسبنا منها هذه الخصلة الحميدة وصرنا ننقل خبراتنا الثمينة لأصدقائنا وزملائنا.. فصدق القول المأثور: من علّم فتاة فقد علّم أسرة.. أمي الرائعة تملك مهارات متعددة، فإن حنّ محمود درويش لقهوة أمه.. فحنيننا نحن لطهي أمي المتمرس مؤبد.. حتى إننا نقارن جودة أي طعام نأكله بطعام أمي الذي تتقن صناعته بحرفية عالية تجعله إغراء لا يقاوم حتى وإن كنّا شباعى… آه –يا أم أحمد– قد تشبهين كل الأمهات، لكنني على يقين بأن طيبتك وتسامحك لا يشبه أحداً إلا أنت. فالتسامح والعفو عن الناس قيمة عالية عندها و»كله على الله» هذا يقينها.. فما عند الله خير وأبقى. ولا يمكن أن يكون الإنسان متسامحاً لهذه الدرجة إن لم يكن موقناً برب كريم لن يضيّع أجره، فيستكين ويطمئن ويمضي في حياته عفوّاً كريماً.. ولا يمكن أن يكتمل جمال التسامح إلا بالعطاء المطلق دون منّ ولا أذى… فما عند أمي ليس لها بل للجميع، ولا يهنأ لها بال بشيء إلا وقد أهدت منه لأحبتها من ذوي القربى أو من ربطتها بهم وشائج الصداقة والمعرفة الوطيدة.. قد يظن بعضكم أنني أمدحها لأنها أمي، ولن أخالفكم الرأي لأنكم لم تعرفوها.. لأنكم حين تفعلون ستجدون ما دوّنته في هذه السطور قليلاً في حق أم أحمد -حفظها الله-. أمي التي لا أجد لها هدية تليق بها سوى رضوان الله عز وجل والجنان العلى، لذلك أصل الليل بالنهار دعاء لها.. اللهم احفظ أمي وأطل في عمرها ومتّعها بالصحة ما حيت.. واجمعنا بوالدي تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.. باقة ورد.. لكل أمهات العالم اللاتي آمنّ بواجبهن المقدس وسهرن على إعداد جيل صالح يخدم دين الله عزّ وجل ويخلص لوطنه.. ويؤدي واجباته بأمانة… ضمة ود… وباقة ورد.