جائزة المواطن المثالي

Loading

تقوم وزارة الداخلية بتكريم المواطن المثالي الذي يتعاون مع كافة أجهزة الدولة سنوياً، وهي سُنة حميدة تشجع المواطنين على القيام بواجباتهم على أتم وجه. فالبشر يختلفون في استجابتهم للقوانين، بعضهم يستجيب للترغيب والبعض الآخر للترهيب، وبينهما من فطره الله عزّ وجل على احترام القوانين والتعاون مع كافة الأجهزة في الدولة لتحقيق المواطنة الحقيقية في صورة رائعة تستحق التكريم. لذا نشارك كل من حصل على هذه الجائزة فرحته بإنجازه، ونبارك له المواطنة الحقة، وندعو المواطنين بكافة شرائحهم للاحتذاء به. كما نقترح على العلاقات العامة بوزارة الداخلية إذاعة حلقة تلفزيونية حول الجائزة مواكبة للاحتفال بها، تركز على الشخصية التي تم اختيارها للجائزة، لتقديم مثل أعلى ونموذج يحتذى به خاصة لفئة الشباب. فالشباب -والمراهقون منهم خاصة- هم الفئة الغالبة التي لا تلتزم بالقوانين، وربما لا تعرف نصوصها إلا حين تتصادم معها في موقف أو حادث ما.. هؤلاء الشباب الذين اكتسبوا خبراتهم الحياتية من نماذج لا تحترم القوانين، سواء في محيط العائلة أو الرفاق أو وسائل الإعلام التي تروّج لأفلام الحركة التي تطيح بكل ما هو قانوني ومباح.. وتصوّر الأرعن بصورة البطل المغوار!!! بل وتدعوهم في كل استراحة إعلانية لأكشنها!! ليتعلموا فنون الأكشن متناسين أنه لا يوجد مكان مناسب أو مهيأ ليمارس فيه الشباب تلك الفنون سوى الشوارع التي تحفل بالأرواح والممتلكات.. شبابنا يحتاجون لأكثر من المعاهد المرورية ليتعلموا احترام القوانين، والحرص على أرواحهم وأرواح الآخرين.. فمدارسنا التي تهتم بأن يكون نتاجها طلاب يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، لا بد أن تحرص أيضاً على غرس القيم والسلوكيات الحسنة، وتفعيلها في المجتمع حتى لا تكسر القوانين بهذا الأسلوب غير المسؤول، لا بد من إيجاد طريقة أجدى لإكساب الطلاب قيمهم أكثر فعالية وتأثيراً من مجرد أنشودة أو احتفال في الطابور الصباحي، لا بد من تحويل القيم لمنهج حياة يختبر فيه الطالب للتيقن من وصوله لهذه القيمة وتمكّنها من وجدانه.. فالمثالية لا تتأتى إلا بالتربية الحقيقية التي تهدف إلى صناعة إنسان متميز بسلوكه الحسن وقيمه العالية، وهي عملية يشترك فيها كل من الأسرة، وخاصة الوالدين، والمدرسة والمسجد وكافة المؤسسات المجتمعية. ومنها الإعلام الذي لا بد أن يحتفي بالنماذج الحسنة، ومنهم الفائزون بجائزة المواطن المثالي، فعلى الأقل يطالع المراهق نموذجاً معادلاً لبطله المغوار –المزيف– الذي تسوّقه الأفلام العالمية في إبهار يتسلل به إلى العقل اللاواعي ويختزنه ليتحول فيما بعد لأسلوب حياة مدمر وغير مسؤول. إنني أشدّ على يد وزارة الداخلية لكل ما تقوم به من جهود تهدف للحد من إهدار الأرواح والممتلكات على أيدي ثلة من الطائشين، وأطالبهم باستخدام كافة الأجهزة التكنولوجية والإعلامية المتطورة للوصول للشباب وتبليغهم رسالة المواطنة الحقّة. كما أطالب الجهات المختصة بمراجعة المواد المصوّرة التي تعرض على شاشاتنا الصغيرة والكبيرة، والوقوف في وجه ما يفسد الشباب ويضللهم.. حرصاً على الشباب. فذلك هو واجبنا نحوهم، وهم مستقبل هذا الوطن وأمل هذه الأمة.