السفر من متع الدنيا الحلال، إن لم يخالطها حرام.. أو نية فاسدة. وكلما كان المسافر واعياً لما سيقدم عليه ومخططاً لرحلته -طالت أم قصرت- حقق الفوائد السبع التي يحكون عنها في الأثر.. وتحولت وعثاء السفر إلى قصص وحكايات ممتعة وذكريات رائعة يسترجعها الإنسان كلما حنّ إلى تلك المرابع والديار. وعن تجربة شخصية يغدو السفر ممتعاً إذا ما كنت أنت صاحب الفكرة والخطة والاختيار.. فقد اعتدنا على ترك مثل هذه المهام للمكاتب السياحية وغيرها ممن يمتهنون التربح في هذا المجال.. أو السفر نحو المجهول مكتفين باسم البلد التي مدحه لنا الأقارب أو الأصحاب، وقد ذمه آخرون أيضاً، كل بحسب خبرته وتجربته. ولكنني بناء على خبرتي الشخصية الممتعة التي حققتها بمساعدة نفسي لنفسي.. حيث أقوم بترتيب عملية السفر من الألف إلى الياء كما يقولون.. وكم أكون سعيدة حينما يتحقق المخطط على الواقع، فتكون متعة إضافية لمتع حققتها أثناء السفر.. خاصة أن الإنترنت قد أتاح لنا الاطلاع على وجهات السفر وأبرز محاسنها ومساوئها إن وجدت، كما قدّم لنا تجارب متنوعة للناس، بالإضافة إلى المواقع الرسمية لشركات الطيران والفنادق والبرامج السياحية. والمنتديات المتخصصة التي تضع أمامك خارطة طريق فلا تضل ولا تشقى.. فكل ما هو مطلوب منك أن تحدد وجهات سفرك مبكراً، وتحجز تذكرتك مبكراً حتى لا تشكو غلو الأسعار، ثم تبحر في الإنترنت لتضع رحلتك على الورق، وتلتزم بها أثناء سفرك فلا تضيع أيامك بين مفاجآت غير سارة، أو نوم طويل، أو التسكع في بهو الفنادق.. وحتى التسوق رغم متعته يجب ألا يكون هدفاً في حد ذاته، لأن الاستكشاف هو الهدف الأسمى من السفر.. والتعرف إلى الشعوب وعاداتها وتجربة حياتها اليومية كطعامها ووسائل مواصلاتها.. وغيرها من الأمور التي ستشكل مع الأيام حكايات ممتعة تحب استعادتها بين حين وآخر.. إن الاعتماد على النفس والتخطيط الجيد للسفر يوفر الوقت والجهد والمال ويعينك على تحري الحلال في كل شيء.. كما أن استثمار مواهبك في السفر كقيادة السيارة، والتصوير، والتحدث بأكثر من لغة، سيضفي على الرحلة أجواء من الراحة والمتعة.. جرب أيها القارئ العزيز الآن وحدد وجهتك هذا الصيف، ثم ادخل المواقع الرسمية لتلك الوجهة، واستقي منها المعلومات الموثقة التي تساعدك على قضاء إجازة رائعة بين ربوعها.. وضع برنامجاً سياحياً متنوعاً، ثم ادخل مواقع الفنادق العالمية، واختر منها ما يناسب ميزانيتك، وحينما تتأكد من وجهتك احجز تذكرتك التي ستكون ولا شك أرخص بكثير من الحجز في آخر لحظة -كما يحدث مع الأغلبية- فستشعر بفرق كبير في الأسعار وفي استثمار إجازتك كاملة فيما ينفعك ويبقى ذكرى جميلة في خاطرك.. حينها ستكتشف أن متعة السفر الحقيقية تكمن في خدمتك لنفسك، ومساعدتها على التمتع بكافة الموارد المتاحة للمتعة الحلال.. باقة شكر هدفي الحقيقي من أي موضوع أطرحه هنا المصلحة العامة، والتي تستوجب تبادل الآراء حول القضايا المختلفة والخدمات التي تقدمها المؤسسات باختلاف أنواعها.. فمن يعي ذلك يستحق شكري وثنائي، ومن لا يفعل فعليه بأخذ دورات في دور الإعلام في توعية المجتمع.. لذلك يسرني أن أتقدم بباقة شكر لكل من السيدة سلام الشوا مساعدة الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية، والسيد ريتشارد الرئيس التنفيذي لفودافون لحسن تواصلهم معي ووعيهم بدور الأقلام الحقيقية التي تنشد الإصلاح وتجويد الخدمات.