هل تجرؤ فودافون

Loading

حينما تتصفح موقع فودافون الإلكتروني ستجد رؤيتها وأهدافها واضحة، وهي على النحو التالي: نعتقد أن ما يجعل من فودافون قطر مميزة هو هدفها بأن «تصنع عالماً مختلفاً للناس في قطر»، هذا أساس كل ما نقوم به. أما رؤيتنا: «أن نكون العلامة التجارية التي تعجب قطر خلال ثلاث سنوات». نعم، ليست فقط الأولى، بل أفضل رمز تجاري في البلد. وهذا لا يعني فقط أن تصبح علامة تجارية جذابة، يركز عليها الآخرون لتقليدها، بل إنها وسيلة لتحقيق ذلك! وهذا شيء لم ينجز سابقاً من أي شركة اتصالات في أي مكان. من يدعمنا.. ملاك أسهم فودافون قطر. وحينما وصلت شركة فودافون إلينا تسبقها سمعتها العالمية كإحدى أقوى شركات الاتصال المنتشرة في العالم استبشرنا بها. وكان ذلك في 28 يونيو، حيث حصلت على ترخيص التشغيل في قطر، لتكون بذلك ثاني شركة مسؤولة عن شبكات الجوال والخدمات العامة في دولة قطر. مما يعني كسر احتكار دام طويلاً وامتصّ كثيراً. وبدأت الشركة التشغيل في 1 مارس 2009 من خلال توفير مجموعة من المنتجات والخدمات المثيرة. وتشمل هذه الخدمات: الجوال، والهاتف الثابت، والإنترنت، والترفيه. فقام الكثيرون تحت تأثير هذه المشاعر الغامرة والسمعة الدولية الكبيرة بشراء أسهمها وأكثر، بناء على تلك السمعة.. فكان لهم الحق بناءً على ملكية الأسهم في الحصول على أرقام مميزة سمتها الشركة مجانية، وهي ليست كذلك، وإنما هي مكافأة لحملة أسهم دفعوا أموالاً طائلة بناء على ثقتهم بها. ولكن كانت الخيبة كبيرة في الشركة وأسهمها تباعاً. حيث نزلت الأسهم في البورصة بأقل من القيمة التي اشتريت بها فخسروا كثيراً، ثم جاءت خدمات الشركة على استحياء وتعثر.. فالشبكة ضعيفة وخدمات المتابعة أضعف.. مما أجبرهم على العودة للشركة الأولى، تاركين تلك الأرقام للحاجة فقط!! وبدلاً من أن تبحث الشركة العملاقة في أسباب الخسائر التي منيت بها، رغم عروضها الترويجية الملوّنة، راحت تسحب الأرقام التي كافأت بها مساهميها وتعيد بيعها لآخرين دون إحاطة أصحاب الأرقام بهذا الإجراء ولو بمسج لن يزيد خسارتها شيئاً! الأمر الذي يدلل على عدم تقديرها لزبائنها ومساهميها الذين خسروا منذ اليوم الأول لالتحاقهم بها! تُرى ما العذر الذي ساقته الشركة الدولية العملاقة؟ يرد موظفو خدمة العملاء بجملة مستفزة تقول: إنها أرقام مجانية ولم تشحن لفترة لذلك سحبت وأعيد بيعها!! ترى هل تجرؤ فودافون أن تفعل ذلك في إحدى الدول التي تحترم حقوق المستهلك احتراماً يعرض مصالحها للخطر؟ وهل هذه هي مكافأتها لزبائنها الذين تحملوا معها الكثير من عثرات التأسيس؟ هل هذه طريقتها لتحقيق رؤيتها التي توقعت أن تعجب قطر خلال ثلاث سنوات؟!! أليس أجدر بتلك الشركة أن تجري أبحاثاً لخدماتها لتعرف أسباب العزوف عن استخدام أرقامها؟ ولماذا يترك زبائنها الأرقام دونما استخدام دائم؟؟ بدلاً من سحبها منهم دون علمهم ودون اعتبار لمصالح ربما ارتبطت بتلك الأرقام؟ وتسأل نفسها -ونحن على أعتاب السنة الثالثة للتشغيل- هل يوجد في قطر من التحق بخدماتها كلية كخيار أول تاركاً الشركة الأولى التي استجار من رمضائها بنارهم؟! لا أعتقد….. إن صدمة المساهمين والزبائن في شركة عالمية بهذا الحجم تحتاج إلى تصديق مثل عربي يقول: ليس كل ما يلمع ذهباً.