مشاهد

Loading

رمضان ما أحلى سويعات اللقا وأمرّ ما نلقاه يوم نودع آه على تلك الليالي إنها مضت كومض البرق لمّا يلمع. يودعنا الشهر الكريم بعدما تنزل على أرواحنا بردا وسلاما. أسأل الله عزّ وجل أن يعيده علينا أعواما مديدة بالقبول والغفران والعتق من النيران. يودعنا تاركا خلفه مشاهدا لا تنسى وستبقى عابقة بعطره في ذاكرتنا التي ترصد كل التفاصيل لهذا الشهر الكريم الحي، الذي يأتي سريعا ويرحل سريعا. ربما يكون مشهد التكالب على العبادات كالصلاة وتلاوة القرآن والصدقات يكون هو المشهد الاجمل فكل المسلمين يجتمعون على ذلك حتى لو لم يكن ذلك ديدنهم في بقية شهور السنة. فذلك يدل على الفطرة السليمة التي تحتاج إلى هداة يأخذون بأيديهم. ويبقى مشهد تدافع الناس على بذل الصدقات والزكوات لتتجاوز الملايين أجمل وأجمل لان من خلاله تتجلى قيمة العطاء فترى الناس يبذلون المال على حبه بكرم تام راغبين في العطاء الرباني. ومن هذا المشهد يأتي مشهد توزيع الطعام على الجيران قبل الافطار كعادة أصيلة من تراث الاجداد. كما أن اهتمام جميع أفراد العائلة بالاجتماع على الافطار مشهد حميمي حافل بالمودة والرحمة يثير في النفس الفرح الغامر لان ظروف المعيشة المتغيرة باعدت بينهم. ننتقل إلى مشهد النساء وحرصهن على الصلاة في المساجد وهو أمر محمود إلا أن اصطحاب الأطفال يؤثر على بقية المصلين وعلى الخشوع في صلاة القيام والتهجد. لهذا أعتقد أن عودة الامهات للصلاة في مخدعهن أكثر نفعا وأجرا. من المشاهد المؤذية التي يربطها الناس برمضان ظلما وزورا مشهد الخيام الرمضانية والشيشة ومشهد المتسولين والمتسولات الذين يلحون كالذباب. ومشهد المسلسلات الفارغة التافهة الخالية من روح رمضان. وسنبقى نحلم برمضان أجمل وأنقى شرط أن نحرص نحن على هذا النقاء ونرتقي بأنفسنا حتى يعود علينا رمضان ونحن بأفضل حال بإذن الله. تهنئة خاصة لكل من تصافح عيناه كلماتي. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.