شيء في خاطري

Loading

أعود من مكة المكرمة وطيور السكينة ترفرف على فؤاد ينازعني على سكناها ومجاورة بيت الله الحرام ما بقي لي من عمر.. أعود وكلي لهفة لمعاودة الزيارة كلما استطعت إلى ذلك سبيلا.. فأي مكان في الدنيا يشبه مكة؟! وأي زمان في السنين يضاهي رمضان؟! كم هو محظوظ من تيسرت له عمرة رمضان وعاش تلك ا?جواء الساحرة التي لا ينقصها شيء سوى التزام بعض المسلمين بدينهم الحنيف التزاما تاما.. فالمشاهد التي أشهدها في كل مرة أزور المكان الطاهر المقدس تترك في خاطري شيئا يكدره ويشغله.. فالبقعة الطاهرة زادها الله تشريفا وتقديسا تشكو من جهل بعض المسلمين بدينهم وأصوله وأبسط بديهياته.. والذي يبدو جليا في المواسم الكبرى كالحج وعمرة رمضان.. وأهم تلك المشاهد عدم الاهتمام بالنظافة والاسلام دينها بل إن كثيرين دخلوا الاسلام انه دين النظافة الامر الذي ينقص الحضارات والديانات الاخرى، لكن عوام المسلمين تناسوا ذلك تماما في أجسادهم وثيابهم ومكانهم وسلوكهم!! فحينما تبقى في المسجد بين الصلوات تزعجك المشاهد والروائح والأصوات وهو أمر محزن للغاية ولا بد أن يشغلك حتى لو حاولت إقناع نفسك بأن تدع الخلق للخالق.. فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم وبعض المعتمرين والمعتمرات هداهم الله تجاوزوا المعقول بتصرفاتهم في أقدس مكان عندنا الامر الذي لا يمكن السكوت عنه ولا بد من اتخاذ إجراءات رادعة توقف تلك التجاوزات المحزنة. وحتى ذلك الحين اقترح إنتاج مشترك لبرامج تلفزيونية توعوية تذاع في كافة التلفزيونات العربية والاسلامية تنشر الوعي بآداب المسجد الحرام وكيفية توقير ذلك الجوار العظيم.. كما أوصي الحملات المسؤولة عن تنظيم رحلات الحج والعمرة بتنظيم ورش تدريبية ومحاضرات تنويرية حول هذا الموضوع.. كما أنصح وزارة الحج السعودية بتطبيق نظام مخالفات على الحاج أو المعتمر الذي لا يلتزم بآداب المكان فمن لا يرتدع بالقرآن يرتدع بالسلطان.. فتحرمه مثلاً من تكرار الزيارة لمدة 5 سنوات أو توقع العقوبة على الحملة المنظمة لتلك الرحلة.. فأخشى ما أخشاه صورة سيئة تدفع بالمسلمين الجدد خاصة الاجانب منهم لترك الاسلام ظنا منهم أنه ما شاهدوه في المسجد الحرام..اللهم أعزّ الاسلام والمسلمين واهدهم لما تحبه وترضاه.