تابو

Loading

دأبت بعض شركات ا?نتاج والقنوات الفضائية في السنوات ا?خيرة على إنتاج أعمال تتناول شخصيات دينية كانت من ضمن المحرمات في عهد مضى، لتثير بذلك جدلا لا ينتهي حول حكم إذاعتها وضرورته؟ وتأتي الدراما الإيرانية في مقدمة التلفزيونات التي كسرت هذا التابو منذ أمد طويل بتقديمها سلسلة أعمال متلفزة تجسد ا?نبياء عليهم أفضل الصلوات وأزكى التسليم، بل وتجاوزت ذلك إلى تجسيد الملائكة الكرام كجبريل وعزرائيل عليهما السلام!! وإن كانت تلك ا?عمال تتميز بالحرفية الشديدة كدراما توافرت لها كل عناصر النجاح والتميّز كمسلسل يوسف الصديق الذي عرض العام الماضي إلا أن ا?مر لم يخل من تضمينه رسائل تمت للمذهب الشيعي بشكل ملحوظ.. وأنا واثقة أن أصداء هذا المسلسل وصلت الجميع نتيجة ?عادة عرضه مرارا وتكرارا. مما أتاح لي فرصة مشاهدته المبهرة إلا أنني بقيت في حيرة من أمري حول جواز مشاهدة مثل هذه ا?عمال.. وتستمر التلفزة الإيرانية دون تردد فتقدم هذا العام مسلسل المسيح عليه السلام إتماما لتلك السلسلة، في الوقت الذي أضع فيه يدي على قلبي خوفا من أن نفاجأ العام القادم بمسلسل يتناول سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم وتجسيده من خلال أحد الممثلين، ا?مر الذي سيتجاوز في صدمته الرسوم الدنماركية.. ولم لا يفعلون ذلك؟ في حين تجرأ المنتجون العرب على إنتاج مسلسل عن الحسن والحسين سيدي شباب الجنة وثلة من العشرة المبشرين بالجنة ليعرض في أجواء متوترة أصلا، ولا تحتاج لمزيد من التوتر.. ونجد هذه ا?عمال تزدهر عاما تلو عام رغم الاختلاف حولها ومعارضتها ا?مر الذي وصل ببعض المعارضين إلى المحاكم لإيقاف عرضها إلا أننا أيضا نجد مؤيدين لها يرفعون شعارات حرية التعبير، ويجدون أنه من حقنا كمسلمين إبراز النماذج المشرفة في إرثنا ا?سلامي!! أما أنا فأرى أن تقديمها يسهم في تجريد تلك الشخصيات من هالة التقدير التي لطالما أحاطت بها.. كما أجد فيها تطاولا على الأنبياء عليهم صلوات الله وتسليمه.. والملائكة أيضا رغم ما تمثله من نقاء في وسط العفن الذي تفيض به القنوات الفضائية خلال الشهر الفضيل… تحية وتقدير… لحملة التوعية التي تقوم بها جمعية عيد الخيرية، والتي عقدت من خلالها مقارنة بين اكسسواراتنا وكمالياتنا وأولويات الآخرين… فكرة تستحق التقدير فعلا.