أغيثوهم أغاثكم الله

Loading

نقبل على شهر كريم والشعوب من حولنا تنهار تحت وطأة أزمات طاحنة تعددت أسبابها ونتيجتها واحدة شعوب ترزح تحت ضغط الحاجة التي تستدعي نصرتنا ومساعدتنا وتكافلنا معها ونحن ولله الحمد في بلد كريم يقوده أمير كريم فلم نقصر في نصرتهم ومساعدتهم للتخفيف عنهم ومداواة جراحهم التي تبدو هذه المرة عصيّة على الدواء والعلاج في وجود أناس غير مسؤولين يدفعون بأمور إلى أقصاها مما يجرّ بلادهم إلى الهاوية دون أن يرفّ لهم جفن إلا أن بعض الشعوب تتعرض ازمات طبيعية غاضبة تطيح بانسان وتقضي على حياته وحياة أسرته في لحظات كالفيضانات والزلازل والمجاعات وغيرها. استوقفتني صورة لعجوز صومالي، وهو يشد الحبل على بطنه من شدة الجوع فحدثتني نفسي بهمّ قديم هو امتناع بعض المسلمين عن أداء الزكاة أو تفويض غير مؤتمن بتوزيعها دون أدنى إشراف منهم مما وسّع رقعة المحتاجين والفقراء الذين لم يغنهم فتات الصدقات أو يسمنهم من جوع هل يفقه المسلمون حقيقة امتناعهم عن أداء الزكاة التي وصفها الله جلّ وعلا في كتابه الحكيم بأنها حق معلوم للسائل والمحروم إنه عصيان واضح مر رباني ومن يفعل ذلك عامدا متعمدا يقوّض إسلامه لأنه يهدم ركنا أصيلا من أركان اسلام بل إنه ركن سبق في ترتيبه ركني الصوم والحج إن العطاء والمنح من مال الله إنما هو أداء الحقوق لأهلها، وليس في ذلك خيار فلم يمتنع الممتنعون بل كيف يسكت ولاة أمر المسلمين على هذا الجرم، ولا يعاقبون مانعي الزكاة كما فعل ذلك الصدّيق رضي الله عنه ليتهم اتخذوا الصديق والفاروق وما بعدهم من خلفاء راشدين رضي الله عنهم وأرضاهم مثلا يحتذى في سياسة أمور المسلمين لما وجدنا من يشكو فقرا ولا جوعا ولا دينا ولما شهدنا تداعي ثورات الشعوب كحجر الدومينو، ولكن لله في خلقه شؤون نسأل الله العفو والعافية.