سنون خدّاعة …

Loading

قبل خمسة عشر قرنا الا بضع سنين
قال الرسول الآمين صلى الله عليه وسلم
و على أصحابه المكرمين :

“إنها ستأتي على الناس سنون خدَّاعة ،
يُصَدَّق فيها الكاذب ،
ويكذَّب فيها الصادق ،
ويؤتمن فيها الخائن ،
ويخون فيها الأمين ،
وينطق فيها الرويبضة ،
قيل : وما الرُّوبيضة ؟
قال : السفيه يتكلم في أمر العامة”

هذه السنين التي عايشناها و لانزال إرهاصات لخراب اكبر واعم واشمل الا انها آية لم يلتفت لها احد..
ولم يخف منها احد كما خاف الجميع من الزلزال ..فصار يضرب اخماسا في اسداس والروع من قيام الساعة يغشى فؤاده ليلا ونهارا…
وحقيقة أني لاعجب من الخائفين من يوم القيامة و لا يعملون لأجله !!

فمن بديهيات الإيمان و أركانه الإيمان باليوم الآخر..
فكيف تخاف مما تؤمن به؟
بل كيف تخافه والله ربه!!
وهو أرحم الراحمين..

أيها الأعزاء
السنون الخدّاعة شهدت زلازل متتابعة وهزات ارتدادية راحت الأخلاق والقيم والشيم ضحايا تحت انقاضها..

فيكفي ان تنظر حولك وترى العالم يتحول
أخلاقيا إلى الأسوء..

يكفي ان ترى اصطفاف بعض المسلمين خلف قادة حقوق الإنسان الزائفة ليدعموا قوم لوط دون حياء ولا مواربة..

و لتعلم ان غياب الصدق والأمانة سببا في كوارث تتفاوت في حجمها لكنها تتفق في اجرامها !!

إن العناوين الرنانة حول نهاية العالم و قيام الساعة رغم علو صوتها لم نشهد اثرها..
فلازال الظلم سائدا حتى راينا الحاكم خائنا كاذبا يضحي بشعبه من أجل مجده..
وتتضخم المأساة حين قام ذلك الشعب البائس بلعق حذاء الحاكم والتغني بامجاده الزائفة!!
فعن اي زلزال تتحدثون؟

يتجه العالم إلى نهايته منذ بداية خلقه ونحن نعرف ذلك منذ الدرس الأول في حياتنا..

لكن هل استثمرنا هذه المعرفة في جعل الأرض أفضل؟

هل استفدنا من ذلك الدرس بأن نكون الأفضل؟

أم
شاركنا بجهلنا في جعل الإسلام غريبا كما بدأ وهي آية أخرى أخبرنا بها نبينا العظيم و لم نتعلم منها..
فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ

فطوبى للغرباء ..
وتعسا للرويبضة اللذين ملئوا الأفاق واقعا وافتراضا..
حتى أصبحوا نسخا رديئة من الاعور الدجال !!

أيها الناس..
لازال في الزمان متسع
لتوبة نصوحة
لصلاة خاشعة..
لعمل صالح..
فاعملوا قبل أن يغلق باب التوبة
حينها لن ينفع الندم
ولا امنيات العودة المستحيلة..

إن
الله عز وجل يقبل توبتك ما لم تغرغر.
لأن الموت هو قيامتك
فلا تهتم بقيامة العالم و نهايته..

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد