رد خولة مرتضوي على مقالة كم انا فخورة بك ياخولة

Loading

 

 

 

“وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي”
تدبيرُهُ، جَلَّ وعَلا، فينا عجيبٌ، وصَنيعتُهُ لنا كُل يومٍ فيها من التسخير ما يعجزُ عنهُ الإدراكُ والتفسيرُ والنظَر

ويبقى أن الله، سُبحانهُ وتعالى، يُسخِّر لنا من جنوده في الأرض مَن يُعينُنا على تجلِّي هذِهِ الصناعة الربانية العظيمة

فمن الناس من تُعلمُ، بتمام الطمأنينة، أنَّهُ وُضِع في طريقِك ليُرشدَك، ليأخُذ بيدِك، ليُدثِّرَك، ليُقلِّم شظاياك وينِير فيك الفكرة (الطيبة) ويهديكَ إليها ما استطاع سبيلًا

لقد مَنَّ اللهُ عليّ بأساتيذ أكارم أتباهَى بهم ما حَييت، وكان لهم بعدَ الله تعالى فضلٌ عظيمٌ في تعبيد طريقي في الحياة…وما تضُمُّ من روافد مختلفة.

أستاذتي ومعلمتي وأختي الكُبرى مقامًا وعلمًا وقلبًا نورة حمد المسيفري، والتي كَتبَت فيَّ هذه الكلمات الكريمة والمُحبَّة -التي أؤمن أنِّي لا أستحقها حقًا، كانت ولا زالت تحمِلُ رسالة نشر العِلم وتبني جسورًا وثيقة مع طلبتها في كُل مكان رغم انقضاء عقودٍ على تخرجهم من المدرسة ودخولهم حيوات مختلفة ومعقدة، فتجدُها تتلمَّس خُطاهم في روافِد هذه الحياة وتطمئن عليهم، رُغم تقصيرهم الجم نحوها، ولا تتوانى أبدًا عن دعمهم وتقديم النُصح والإرشاد والدعاء بكل خير وسداد لهم

مُذ عرفتُها في بداية الألفية، وكُنتُ حينها طالبة في الصف الأول الثانوي، وهي تحمل روحًا رسالية، همُّها أن تُسهم في تشكيل شخصية بناتها الطالبات، الأنوية الإسلامية الصغيرة، ليخرُجن إلى العالم وهُن مسلحاتٌ بالعقيدة والمعرفة والخِشية من الله.

ورُغم أنَّها أستاذتي ولا زالت في مجال اللغة العربية وآدابها، إلا أنَّي تعلمتُ منها الكثير في مجالات الإدارة والقيادة والإعلام، وأزعُمُ أني ومع سبقِ الإصرار والترصُّد حاولت، جاهدة، أن أُحاكِي شخصيتها المتفردة التي تجمَعُ الضدين معًا، الشدَّة واللين، وهكذا فعلن طالباتها اللاتي حاولن، مثلي تمامًا، أن يُشبهنها قلبًا وعقلًا وما استطعنا أبدًا أن نكون في مثلها شيء.

أسأل الله العليّ العظيم أن يُطيل في عمرها وأن يرزُقها تمام الصحة والعافية وأن يُنير روحها وقلبها بنور العلم والإيمان، وأن يجعل أثرها الطيب في إعمار الأرض ومن عليها حُجَّة لها لا عليها.

*جزى اللهُ خيرًا كُل من أسهم في صناعتنا الإنسانية، وكُل من توسَّم بنا، محبَّة وإكرامًا، الخير والصلاح رُغم كل المعايب فينا والنواقص