المعلمة المحتالة!!…

Loading

يقول عز من قائل: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72].
كلما قرأت هذه الآية سألت نفسي لماذا وصف الله عز وجل الإنسان بأنه ظلوم جهول.. وأجد الإجابة عن هذا السؤال واضحة كلما تقدم بنا الزمان..
فالإنسان الذي قبل تحمّل المسؤولية ثم تقاعس عنها وتخاذل عن أدائها ظلم نفسه والآخرين بجهله عواقب هذا التقاعس والخذلان..
وحيث إن المسؤوليات تختلف من شخص إلى آخر.. فكذلك القيام بها يختلف باختلافهم..
ورغم أنه لا يجوز غفران خطأ المقصرين عن عمد، ولا يجب أبدا غض البصر عن تهاونهم في أداء أمانتهم تجاه البلاد والعباد، إلا أن بعض الفئات تهاونهم يصيب الأمة في مقتل.. وأعني المعلمين والمعلمات قبل غيرهم..
فالمتأمل في حال بعضهم يشيب رأسه مما يرى من تقصير مخل بالأمانة التي قبلوا بها وقاموا عليها مختارين لا مجبرين..
وأخص بالذكر معلمات ومعلمي الدراسات الإسلامية.. فالمعلم من حيث المبدأ قدوة ولابد أن يكون أسوة حسنة لطلابه ومريديه إلا أن الأخبار الواردة عنهم مخجلة.. فكيف يمكن أن يكون معلم الدراسات الإسلامية غشاشا.. محتالا.. ولا يخاف الله؟!
فأي قدوة انتظرها بل أي انفصام يعيشه حين يشرح لطلابه القيم وهو بريء منها؟!!
كيف يفسر لهم قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27].
وهو يخون أمانته بشكل دائم بتقاعسه عن أداء واجبه لله قبل طلابه؟!
وتحضرني هنا تجربة شخصية مع معلمة دراسات إسلامية حضرت لها دروسا في فترة التعلم عن بعد، فقد كانت مثالا صريحا لخائن الأمانة، فهي لا تشرح ولا تعطي أي شيء خلال الحصة وتتعمد إضاعة الوقت واستهلاكه فيما لا ينفع، وحين قدمت هذه الملاحظات لإدارة المدرسة ذهبت لابنتي وهددتها وأخبرتها بضرورة ستر ما يحدث في الفصل عن الأمهات…
ثم قامت بحل اختبارات ابنتي بخط يدها وصححت لنفسها.. ومنحتها العلامة الكاملة!!!!
أعتقد أنني أرى وجوهكم الآن وقد بدت عليها علامات عدم التصديق.. إلا أنه وللأسف الشديد هذا ما حدث..
ودائما ما أبرر هذه الحوادث بغياب الرقابة.. لأن من لا يخاف الله يفعل ما يشاء وعليك أن تخافه.. فأمثال هؤلاء لا يتورعون عن فعل أي شيء..
لذلك كان لابد من إدارة المدرسة أن تراقبه وبشدة فمن لا يردعه القرآن يردعه السلطان..
وخاصة في المدارس الخاصة التي ترفع لافتات أنها تحت إشراف الوزارة ولا أدري ماهية هذا الإشراف إذا وصل حال بعض المعلمين إلى هذا المستوى؟!
يا أهل التعليم في البلاد، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء:58]، وأبناؤنا أمانتكم فانظروا ماذا أنتم فاعلون لاجتثاث المعلمين الغشاشين المحتالين، وإعادة الاحترام للمعلم الذي كاد أن يكون رسولا..