استقيموا… يرحمكم الله

Loading

العالم الرقمي..هو عالم ادخلنا فيه عنوة دون الحاجة إلى إجراءات سفر او تصريحات إقامة.
شرّع نوافذه فهبت علينا رياح بعضها نسائم واغلبها زوابع قلبت الطاولة على الأخلاق والمبادئ بل حتى الدين.
فهزّت الأرض تحت أقدام الدول والمجتمعات فانهارت صروح و قامت اخرى على شفا جرف هار.

إن ثورة معرفية من هذا القبيل زعزعت الثقة في كل شيء ولم يثبت أمامها الا من تشبث بالعروة الوثقى حتى تقرحت يداه.

فانسلخ كثيرون عن معتقداتهم وضيّعوا بوصلتهم القيمية والاخلاقية أثناء العبور.
فكثر المرتدون والمنافقون والباعة الجائلون الذين باعوا أنفسهم لشيطان المادة فضحوا على نصبه بكل شيء، حتى باتت الاستقامة في العالم الرقمي فرض عين.

هي مهمة وطنية تتضافر فيها جهود عدة، لابد أن تستشعر الخطر المحدق بمستقبلنا وتعي عمق دورها في الدفاع عن ثوابتنا والذود عن قيمنا واخلاقنا.

وفي مقدمتهم شركاء التربية في البيت والمدرسة
يدعمهم اعلام مسؤول يرفع قيمة المصلحة والمنفعة ويروض المتع المؤقتة.

فلا يمكن لبناء ان يعلو اذا كان بعض الشركاء بانيا وبعضهم الاخر هادما.

في عام 2018 اصدرت وزارة المواصلات والاتصالات دليلا تحت عنوان: المسؤولية الأخلاقية في العالم الرقمي عام 2018
فكم من أسرة او مدرسة او مركز شبابي حرص على توظيفه في مجريات خططه التربوية والتوعوية،
وخاصة رحلات النشء في عالم التواصل الاجتماعي وغيره من منافذ الدخول للمواقع الإلكترونية؟

ان الامر في رأيي يتلخص في التالي:
التربية في الصغر كالنقش في الحجر لا تزول مهما عتت الرياح.

فها هي حضارة عاد الحجرية ماثلة للعيان رغم تعرضها لريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية ايام حسوما أخذت في طريقها البشر الذين لم يقيموا للدين والاخلاق وزنا.

فاعتبروا يا أولي الأبصار!.
واعملوا ان التربية الصحيحة ما اكتسبت أهميتها المقدسة الا
لأنها الحصن الحصين الذي يحمي الفرد والمجتمع من سموم المتغيرات وسلبية الاختراعات بالتمييز بين الصواب والخطأ، والدفاع عن القيم والثوابت.

فاستقيموا…. يرحمكم الله