التعليم.. مقترحات وأمنيات ١-٢

Loading

لا يغيب
عن أحد ما وصل إليه حال التعليم في قطر.. ومن غاب عنه العلم والفهم فلينظر للمخرجات التي غلب عليها قضايا خطيرة ومظاهر أخطر..
فبما استفاد المجتمع من الأرقام والنسب غير الواقعية والمستوى المهاري للمخرجات ما زالت تراوح مكانها؟!.

لذا
أقترح على وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي تكوين فريق إنقاذ تستعين من خلاله بالمخلصين من داخل الوزارة وخارجها ممن عرف عنهم الإخلاص ووضوح الرؤية وجودة التخطيط وسرعة التنفيذ ليعيدوا قاطرة التعليم إلى مسارها الصحيح، فالتعليم عماد الدول وأساس كل الحضارات..

يقوم
هذا الفريق برئاسة الوزيرة على تفعيل التربية بوضع إستراتيجيات تهذيب واضحة من خلال مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية، خاصة في مرحلة الابتدائية وما قبلها، فهذه السنوات الذهبية هي سنوات الغرس المبارك، فمن شب على شيء شاب عليه.

ومن
هذه الخطوة يبدأ تنقيح المناهج وتنقيتها وإضافة ما فُقِد منها خلال عقدين من الزمان.. وأقترح أن يقوم على ذلك أخصائيو المناهج وأساتذة التربية في الجامعة.. فهم أهل علم ومعرفة.. وخبرات واسعة.. وحديثة.
فمع تقديرنا لكل من عمل جاهداً في الفترة السابقة على وضع المناهج إلا أن الحذف والإضافة أخَلا بالكثير وحان الوقت لإعادة الاحترام للمناهج والمصادر الموثوقة في التعليم العام والخاص..

فهذه
الخطوة تفرِّغ المعلمين والمعلمات لدورهم الأساسي في الصفوف وترفع عن كواهلهم الكثير من المهام التي كُلفوا بها دون مراعاة لمهمتهم الأساسية وهي التعليم بإخلاص وأمانة.. في ظروف إنسانية تحترم مكانتهم وقدراتهم.
فإلهاء المعلم وإغراقه أدى إلى نتائج خطيرة، أهمها: المخرجات الضعيفة والسلوكيات غير السوية والعزوف عن هذه المهنة المقدسة..

إن
احترام المعلم وتقديره ومعاملته كإنسان يقوم بمهامه.. لا آلة خارقة تقوم بعشرات المهام دون رحمة أو تقدير.. يعيد للتعليم رونقه وجاذبيته وهو أمر لا تحققه الإغراءات المادية والرواتب المتضخمة.

إن
التوجيه بتقدير واحترام العاملين في الميدان التربوي والتكامل معهم دون فوقية واستعلاء باعتبار دورهم الشريف والهام في العملية التعليمية.. يأتي في قمة الأولويات.. فرد الهيبة للمعلم يعيد تشكيل العلاقة التي تضررت كثيراً ويبنيها على التقدير والاحترام.. فمعلم محترم يخرِّج طلاباً محترمين.

وفي
ذات السياق يأتي تقريب الجزر المنفصلة في بحر الوزارة وتوحيد أقسامها والتنسيق بينها في المهام والتكليفات في مقدمة المهام العاجلة.. لأثره الفعال في بناء العلاقة الاحترافية بين الوزارة والمدارس..
فكل قسم أو إدارة يتصرف وكأنه الوزارة دون تنسيق أو تكامل، مما شوش المدارس وأعجزها عن مواكبة التعليمات والتكليفات والمهام.. وساهم في انسحاب الكفاءات من الميدان.

وللموضوع شجون وشؤون في مقال قادم
يتبع…