سن اليأس… المبكر

Loading

أعلم أن أول ما سيخطر في ذهنك عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة أنني سأتناول سن اليأس الفسيولوجي.. رغم اعتراضي على هذه التسمية السلبية.. فلا يأس مع الحياة ولا حياة بدون يقين بعدل الله..
ولكني لن أفعل،

فموضوعي سيكون عن سن اليأس المجتمعي.. فلا يغيب عن أحد أن قطر ذات شعب منخفض العدد مما جعلها مطمعاً تتكالب عليه الأمم بخطط واضحة وأخرى غير ذلك..

طمعا في خيرات البلاد التي استكثروها على العباد الذين يعيشون على أرضها ويجتهدون في أداء واجباتها وردّ جميلها..

لذا كنت وزملائي المهتمين بهذا الموضوع قد اقترحنا حلولا تنقذ قطر من دخول سن اليأس فتضمحل وينقطع نسلها..

كتعدد الزوجات وتشجيع الزواج بتخفيف المصروفات ودعم كثرة الإنجاب بزيادة المخصصات وإخضاع المقبلين للفحوصات
التي تمنحهم رخصا للزواج منعاً من حدوث الطلاق..

إلا أننا قوبلنا بالثرثرة وغثاء السيل، لتأتي إحصائية أغسطس هذا العام محبطة وللأمانة هي ليست الإحصائية الأولى ولن تكون الأخيرة التي تشير إلى مكامن الخطر..

فقلة حالات الزواج مقابل ارتفاع حالات الطلاق يترتب عليها قلة حالات الإنجاب وكثرة ضحايا الطلاق من الأجيال القادمة.. فأين الخلل؟

بالتأكيد، ليس الخلل في قلة الدورات التأهيلية للزواج.. وإنما الخلل في الدين والأخلاق وعدم وضوح الرؤية التي باتت تتبلور أمام أعيننا.. كحقيقة فاقعة.

لابد أن نتحرك من أجل حلها أو التخفيف من آثارها المترتبة والتي تلعب دوراً كبيراً في توجيه المقبلين على الزواج..

وإعادة الاحترام للزواج كعماد قوة وأساس المجتمعات المسلمة.

ففي زمن الفتن الذي نعيشه يعتبر الزواج الناجح درع أمان للزوجين وأولادهما وبالتالي نجاح المجتمع من نجاح الأسرة واستمرارها.

فما هي أسباب قلة الزواج وكثرة حالات الطلاق؟
في وجود مؤسسات كثيرة بمسميات كبيرة وفعاليات أكبر..

في رأيي أنها لا تزال في مرحلة التنظير والاستعراض..

فمتى يبدأ العمل على ذلك من خلال خطط واقعية وإجراءات سريعة لرأب الصدوع التي ستقوض أهم مؤسسات مجتمعنا.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، طرأ على السطح اسفين آخر يدق في أساس الأسرة القطرية، وهو تشخيص المرأة ذات 35 عاما بسن اليأس المبكر وهذه كارثة أرى أن الطبيب يجب أن يكون حذرا في التعامل معها..

ولا يجب أن يحسم تشخيص خطر مثل هذا بالاعتماد على تحليل أولى للهرمونات، بل يجب عليه السير في مراحل التشخيص حتى منتهاها قبل أن يصدر حكم الإعدام بجهله على أسرة شابة يحدوها الأمل في مزيد من الأولاد..

وقد يتسبب في طلاق امرأة شخصها بأنها غير قادرة على الإنجاب.

وهنا
أطالب المسؤولين عن صحة المرأة والإنجاب بالتدخل للحد من كوارث التشخيص الناقص.. والذي أثبت التشخيص الحريص والكامل خطأه..

(ترى المجتمع مش ناقص)
كما تروي عنه الإحصائيات..

أنا من خلال هذا المنبر أطالب الحكومة باتخاذ إجراءات قصوى وعاجلة تنقذنا من الانقراض… دون أدنى مبالغة..

فهل فعلتم بارك الله فيكم