وتخرجت مريم يا أبتاه!

Loading

تشرق شمس غد الثلاثاء على بيتنا بفرح جميل وزهو وفخر فغدا تحتفل مريم بتخرجها من جامعة قطر حاملة بكالوريوس القانون بتقدير يرفع الرأس ويثلج الصدر.
وبهذا ينتهي المشوار الذي بدأ بوفاة والدي رحمة الله عليه الذي رحل عنها وهي على أعتاب السنة الثالثة من عمرها طفلة تحاول الحفاظ على ذكرياتها معه ولو كانت باهتة غير محددة الملامح.
مريم قصة نجاح تستحق أن تروى وغدا ستروي من على منصة كلية القانون حكايات التفوق والابداع والابتكار من جهة وتحدي الصعاب وتذليلها من جهة أخرى.
غدا ستقف مريم كنموذج لإرادة قوية وطموح جاوز التوقعات فمن نجاح إلى نجاح إلى نجاح. سلسلة ممتدة لفتاة آلت على نفسها أن تكون متميزة في أي مجال تطرق بابه.
فعرفها كل من مرت به من الاقران والاساتذة والزملاء حق المعرفة ووصفها بالرقم الصعب الذي يستعصي على النسيان.
أستبق الحدث منذ هذه اللحظة وأتخيلني بين الحضور أصفق لكل جملة وعبارة.
وأقف رافعة يدي بالتصفيق حين اسمع المنادي ينادي اسمها ولساني حالي يقول: وتخرجت مريم.. يا أبتاه.
وأشد على يد والدتي هامسة: لقد أدينا الأمانة يا أماه.
وها هي أصغر الصغار السبعة الذين خلفهم رحيل والدي تدخل معترك الحياة بتميّز واستقلالية وطموح يتجاوز عنان السماء.
آن الأوان لنستريح يا أماه ونستعرض معا مشوارا بدأ بحادث أليم لينتهي الآن ومن على هذه المنصة بحادث جميل ينشر الفخر في الربوع وتتضوع من أجله الزهور.. وتتماهى الدموع..
فهل بلغنا يا اماه… اللهم فاشهد.. رحمك الله يا والدي وجمعنا بك في جنات النعيم!.

◄ ختاما..
مبارك التميّز يا مريم..
استمري على هذا المنوال المبارك
حسّني وجوّدي… وطوّري..
امضي قدما ولا تترددي..
بارك الله فيك وهداك لما يحبه
ويرضاه جل وعلا علوا كبيرا.