عام الحزن

Loading

رغم إيماننا بأن الموت حق.. وأنه قدر كل حي ولا نملك أمامه سوى الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة.. إلا أن سهمه إذا نزل اخترق قلب الميت ومن حوله.. فينتقل المسلم الموحد إلى رحاب العلي القدير ويبقى من حوله يكابدون وجع الموت وألم الفراق.
هذه السنة التي أجدها كبيسة رغم أن فبراير لم يكن ٢٩ يوماً كانت ثقيلة الوطأة على قلوبنا عامة كعائلة وعلى أمي خاصة، حيث فجعت بموت أكثر المقربين إليها وشاء القدر أن تفقدهما وهي في رحلة علاجية بعيدا عنهما.
حيث ختم يوليو بموت شقيقتها الطيبة الحنون (شريفة) التي لا تخلو ذكريات والدتي وتفاصيل حياتها من ذكر اسمها ولطفها وكرمها..
ليصرّ أغسطس على أن يرحل مع ابن أخيها (علي) الأكثر حباً وبراً لها.. فهو الودود الرحوم الذي يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا وله في كل قلب ذكرى رائعة بكت من أجلها كل القلوب.
لا يمكنني وصف ألم أمي أو تصوّره.. فلا يشعر بالجرح إلا صاحبه.. لكن ما شعرت به حقا – وأنا أرافقها – أن الغربة ليست غربة وطن إنما هي فراق الأحبة.. والموت أشد مضاضة وأقسى حكما بالفراق.
فأنا إذ حزنت على فقدهما فهما من ذوي القربى المقربين
لكن حزن أمي عليهما كان يجتزئ قلبها جزءاً جزءاً..
اللهم جبراً لقلبها ورحمة بها فهي صابرة محتسبة على أمر أمرّ من الصبر.. أجزم أنه سيبقى جرحا مفتوحا للأبد تجدد ألمه الأيام كلما لاح ذكر الحبيبين وتجددت ذكرياتهما.. فلله الأمر من قبل ومن بعد.. ولاحول ولا قوة إلا بالله.

ختاما:
إلى الراحلين الحبيبين
خالتي شريفة.. ابن خالي علي
إن العين لتدمع
وإن القلب ليحزن
وإنا على فراقكما لمحزونون
جمعنا الله وإياكما في فردوسه الأعلى