تقويض الجهود

Loading

يصادف السياح العرب في أغلب الدول الأوروبية موقفا غريبا لا يستوعبه البعض وهو إغلاق الأسواق والمحلات أبوابها باكرا في الخامسة أو السابعة مساء.
كما انها لا تفتح أبوابها بتاتا يوم الأحد والإجازات الوطنية المهمة، لتتحول المدن الأوروبية إلى ساحات هادئة تخلو من عمليات البيع والشراء وتوافد المتسوقين وعشاق المولات الساهرة في بلادهم.
لهذا ينزعج أولئك السياح الذين اعتادوا بقاء الأسواق مفتوحة في بلادهم حتى ساعات متأخرة لالتهام ما يمكنها من أموال تذهب في شراء ما لا يلزم.
فينتقدون هذه الإجراءات ويقدمون الاقتراحات لدول أرست قوانين ثابتة تتحكم في أيام العمل وساعاته منذ ردح من الزمن لا يستهان به. قوانين تحترم أدمية العمال والموظفين من مواطنيها الذين يشكلون نسبة غالبة في سوق العمل لتتيح لهم فرصا عادلة لممارسة بقية أدوارهم في الحياة.
فتجد الحياة تسير بسلاسة والجميع يتمتعون بحظوظهم في العمل والراحة. فثماني ساعات وقت عمل كافية للانجاز، ويتيح للانسان المشاركة في مجتمعه باريحية أو يمارس عملا جزئيا اذا كان محتاجا لذلك.
أما ما يحدث عندنا فشيء عجيب، فرغم قوانين الدولة الواضحة بخصوص العمال- حتى بات البعض يتمنى لو كان منهم- نجد بعض الأفراد من أصحاب العمل يقوضون تلك الجهود ليحرموا العمال من حقهم في العطلة ولم يحترموا النظام التعاقدي معهم ويسرقون حق العامل ليجد نفسه أسير ١٢ ساعة عمل وأكثر دون عائد وتزيد تلك الساعات في الأعياد والإجازات.
وكمثال على ذلك صالون نسائي يستخدم عاملاته استخداما غير إنساني مستغلا حاجتهن للمال فيسخرهن للعمل ساعات طويلة دون عائد أو زيادات في الراتب الزهيد!!.
وحين اقترحت عليهن مصارحة ربة العمل (آسيوية الجنسية) بمطالبهن.. اكدن انهن فعلن ذلك واجابتهن بعبارة لا تمت للانسانية بصلة فتقول لهن: Take it or leave it، فالخيار الذي وضعته أمامهن هو خيار مر يجبرهن على قبول الأوضاع السيئة، ومنها ثبات الراتب رغم مرور السنوات والأسوأ من ذلك خصمه مؤخرا من ١٥٠٠ ريال إلى ١٣٠٠ ريال دون وجه حق بحجة ضعف الطلب رغم امتلاكها أكثر من ١٠ أفرع لذلك الصالون الشهير.
وكما نعلم ان نمط الحياة في الخليج هو بقاء الصالونات مفتوحة في الإجازات والأعياد مما يزيد ساعات العمل زيادة قاتلة تتجاوز ١٢ ساعة بكثير.
فمن لأولئك المسكينات؟؟
وأين الرقابة على هذه الأوضاع التي تقوض جهود الدولة فحادثة واحدة كافية لتشويه الاف الحالات العادلة؟؟
سؤال لا يبحث عن إجابة بقدر ما يبحث عن إجراءات تقف في وجه أرباب العمل الجشعين.. ونحن بانتظارها.
ختاما أيها الإنسان تذكر: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس… فتذكر قدرة الله عليك..