مع الزيادات… لكن بشرط

Loading

في الأسبوع الماضي أعلنت وزارة التعليم أنها وافقت على زيادة رسوم المدارس الخاصة لـ 28 مدرسة وروضة خاصة للعام الدراسي 2019/2020 بنسب تتراوح بين 3 % و 10 %. وبررت هذه الزيادة بحاجة تلك المدارس للدعم المالي لتطوير وتحسين العملية الأكاديمية ووجود العجز المالي في المدارس وتغيير في المبنى المدرسي والانتقال إلى مبنى مدرسي آخر، والتغير في القيمة الإيجارية، ومراعاة معيار التضخم المعلن في الدولة. ونحن إذ نقدر للوزارة دعمها للقطاع الخاص وحمايته بتدابير تحفظه من الإفلاس فإننا نتساءل: ماذا عن أولياء الأمور ألا يرضخون هم أيضا تحت وطأة التضخم والغلاء ؟؟
إن الزيادات في رسوم المدارس الخاصة فرّغت الكوبونات من قيمتها فأصبحت جزءاً بعد أن كانت كلاً.. فلم تعد هذه الكوبونات قادرة على مواجهة الزيادات عاماً تلو الآخر.. وكأولياء أمور يحق لنا أن نتساءل عن جودة الخدمات مقابل الأموال الطائلة التي ندفعها لتلك المدارس.. فتطوير وتحسين العملية الأكاديمية فيها إقرار ضمني بالقصور، وعذر فضفاض قد لاينجز في غياب الإشراف الأكاديمي من الوزارة. لذلك ينبغي على الجهة الإشرافية إلزام تلك المدارس بتعيين مشرفين أكاديميين وتربويين على أعلى مستوى من التأهيل والإعداد ليضبطوا العملية الأكاديمية بغية التطوير والتحسين المنشود.. مع التأكيد على أن اللغة العربية والتربية الإسلامية أساس لهذا الوطن الذي لن يخدمه خريج يتقن العلوم والرياضيات ويجهل علوم دينه ولغته الأم.. وبما أن الشيء بالشيء يذكر فان بين يدي الآن كتاب اللغة العربية لطفلة في الصف الرابع وضعت المعلمة على إجابتها صح وأحسنت بالبنط العريض (بينما الإجابة خاطئة) وتشكو لي الأم المدرسة وكيف أنها تراجعهم حول مثل هذه الأخطاء إلا أنهم لايرجعون.. والوضع المزري ( مستمر)!!
فهل تتدخل الجهة الإشرافية لصالح أولياء الأمور وتراقب عن كثب تحسين العملية الأكاديمية لأنها الأساس لا المبنى المدرسي ولا غيره من الأمور اللوجستية.. حينها سندفع الزيادة ونحن مسرورون بالنتائج الحقيقية لا تزويرها في أوراق رسمية من أجل الحفاظ على الترخيص والحصول على الرضا السامي..فليس أسوء من التلاعب بمصائر أولادنا ومنحهم درجات عالية بينما مهاراتهم متدنية!! وقليل من الآباء متابع لمايدور (للأسف)..

الخلاصة:
مافسد التعليم والصحة في بلد ما إلا بعدما دخلت رؤوس الأموال الخاصة وحولت الأمر إلى بيع وشراء فصار الإنسان أرخص البضائع في زمن غياب الضمير.. وضعف الإيمان..