تحية طيبة وبعد

Loading

أولاً لغاندي مقولة أتخذها شعاراً لي في عالم الكتابة، والتي اتخذها وسيلة للإصلاح تقول المصلح هو الذي يتحمس لإصلاح المجتمع، لذلك لا ينتظر المصلح في سبيل دعوى الإصلاح سوى المعارضة والكراهية والاضطهاد المبيّت في بعض الأحيان. لذلك لا أتضايق حينما أجد مثل هذه المشاعر السلبية مقترنة باسمي في أي وسيلة إعلامية أو في منتديات الشبكة العنكبوتية بل على العكس تماماً، أشعر بفخر لما أنجزته بعد 20 عاماً من الكتابة اصلاحية إذا جاز لي التعبير فمن يهاجمني يخبرني بأنني صرت قامة شامخة بدونها لا يكاد يبين فما يكتبه القرّاء في ردودهم يعدّ رافداً حيوياً لي مهما كانت فبابي بالعربي الفصيح ما كان ليستمر لولا وفاء قرّائه الذين يرتقون بفكرهم ونقدهم لما أكتبه بينما في الجانب الآخر أجد البعض ممن امتلأت نفوسهم بالسوء فسكبوه هنا وهناك، تصديقاً للقول المأثور كل إناء بما فيه ينضح بكل صدق أجد في نفسي شفقة على أناس يحترقون في أتون السلبية والمشاعر المريضة التي تدفعهم إلى قلب الحقائق، وإلقاء التهم جزافا والطعن في الآخرين والتقليل من إنجازاتهم، بحثاً عن رضا مسؤوليهم، وركضا خلف أمجاد دنيوية رغم يقينهم بأنه مهما بلغت ستبقى أطلالاً لا حياة فيها ولا رضا فلا المسؤول يرضى ولا المجد الدنيوي باق لمثل هؤلاء أقول شكرا نكم أهديتم لي حسناتكم، وحططتم من سيئاتي، وجعلتموني مشهورة، وهذه نعمة أشكر الله عليها ليلاً ونهارا ، آخراً بدأ المجلس اعلى للتعليم في الكشف عن أسماء أصحاب التراخيص الجدد، مما يصدق ما جاء في مقالي (عدلة ومقلوبة) من أن هناك أصحاب تراخيص قد تقدموا باستقالاتهم، وآخرين في الطريق، يمنعهم من ذلك ربما عدم توافر فرص عمل بديلة أو أسباب شخصية بمجرد زوالها ستتوالى الاستقالات ولا يستغرب المجتمع مثل هذا التوجّه عند أصحاب التراخيص، فقد تحوّل ميدان التعليم إلى مجال طارد للكفاءات التربوية المتميّزة، والتي أعلم بحكم قربي منها حجم المعاناة اليومية التي يفرضها التعامل مع المجلس اعلى للتعليم بكافة هيئاته، والتي ما زالت تتخبط رغم مرور سبع سنوات عجاف على عملها تعيش في حالة مؤسفة من الإنكار حتى صار مسؤولو التعليم كالنعام يخبئون رؤوسهم في التراب هرباً من مواجهة حقيقة فشلهم في إدارة مبادرة التعليم لذلك أجد نفسي أجدد الدعوة لهم لمواجهة هذا الواقع المؤلم، وتقديم استقالاتهم لإتاحة الفرصة لكفاءات أخرى تستلم الدفة وتنقذ ما يمكن إنقاذه فالتخبط والكيل بمكيالين ومحاربة المبدعين ومحاباة الفاشلين وتمكين من لا يستحق على حساب مستقبل الوطن هي ممارسات دفعت بعض أصحاب التراخيص للاستقالة، بما فيهم كاتبة المقال لعدم رضاهم بما يحدث في هذا الميدان، خاصة بعدما وصلنا إلى أنه لا فائدة من مناصحة المسؤولين الحاليين وإن كان بعض المستقلين آثر الصمت والركون إلى الراحة، فبعضهم لم يفعل بل استمر في حملة الوعي والتنوير التي تبناها، تارة بالمناصحة وتارة أخرى بالنقد والاحتكام إلى القضاء الذي يئن تحت وطأة اخطاء التي تنتج عن سوء ادارة التي يتسم بها مسؤولو التعليم الحاليون ومن ناحية أخرى أخذ الكتّاب على عاتقهم توعية المجتمع بما يحدث في الميدان التربوي وانتقاد مسؤوليه، رغبة منهم في عودة امور إلى نصابها، حفاظاً على المصلحة العامة وحماية للأجيال ومستقبل البلد لا يبتغون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا متصدقين وأنا أولهم بغيبتنا لاستنزاف حسنات مرضى الغيبة والضلال، الذين يظنون أن تناولنا بالكذب والتدليس هو أسلوب من أساليب التعقيب على مقالات الخير والنصح العام ظنا منهم أنهم بذلك يحمون مسؤولين ليس لديهم ما يقدموه فاختبؤوا خلف ابواب المغلقة وعلى مثل هؤلاء أهزّ رأسي حمدا لله وشكرا، وأقبل يدي عدلة ومقلوبة للمرة الثانية.