تحملها روحي وهي على صعيد عرفات الطاهر.. الذي يمثل نقطة اتصال ساخنة بين الأرض والسماء.
بين رب عظيم رحيم كريم وعباد جاؤوا من كل فج عميق تثقل كواهلهم الأمنيات والخطايا.
تجول روحي بين الحجيج الذين تسمروا فوق الجبل كأن على رؤوسهم الطير لا تسمع منهم الا ضجيج الدعاء ونشيج الأفئدة.
جاء كل منهم يحمل بين طياته حلما وأمنية يتمنى أن قداسة يوم عرفة ستكفل تحقيقها فيتحول حلمه الى واقع طال انتظاره.
تعبق رائحة الزهور بين يدي تذكرني بسبب حملها والتجول بها لأتذكر أنها دعوات أريد أن أهديها في يومنا هذا سائلة ربي أن يمن علي بتحقيقها.
فألتقط الزهرة الأولى لأهديها سيد الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم عرفانا بدوره في نشر الاسلام وتقديرا لكل ما مر به من مصاعب اجتازها ليتركنا على المحجة البيضاء وفي أذني يتردد صدى الآية الكريمة:
“الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” [المائدة:3]
اللهم إني أسألك أن تبلغه تحيتي وسلامي..
*أما الزهرة الثانية فأهديها للنبيين ابراهيم وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام اللذين علمانا الدرس الأول في اليقين والاستسلام لله عز وجل والانقياد له بالطاعة.
*والثالثة فهي لوطني الذي يعيش معركة وجودية اثبت فيها أنه الأطول قامة والأصدق ابتسامة فكان شعبه في الأخلاق علامة.
وطن كهذا لن يكسره تحد مهما كان.. فلله دره!.
*أما الرابعة: فأرسلها إلى والدي الذي أرجو أن يتسع قبره اتساع صعيد عرفات وتتنزل عليه الرحمات.. كما هي الآن في
هذا اليوم المقدس..
*والخامسة أهديها أمي الطاهرة الصابرة جزاء وفاقا لكل ما قدمته وبذلته من عطاء غير مجذوذ.. عليها سلام من الله ورحمة وطول عمر وبركة..
*أما السادسة: فأبعثها لزوجي هناك خلف الحدود وأذكّره بما قلته له فجر الخامس من يونيو 2017:
لا تنظر يمينا ولا شمالا.. فقط انظر إلى الأعلى ولا تحزن ان الله معنا .. فإن ما صنعه الله لن يهدمه البشر وان حشدوا قوات الحسد والشر.
*والسابعة هي لإخوتي.. الذين يربطني بهم الدم وأولئك الذين جمعني بهم الحلم أو الهم.. قلوبا صادقة وأرواحا زكية.. اسأل الله أن يجمعنا واياهم على سرر متقابلين.
*أما الثامنة فهي ((لنوني)) ابنتي التي لم أنجبها.. هي بضعة مني يؤذيني ما آذاها.. ومن آذاها فقد آذاني واستحق غضبي وقطيعتي.. ولن أبالغ حين أقول إنه سيزعجني بذلك حتى في قبري.. فارحموني ولاتختبروني ..
*والتاسعة لأحبتي في كل مكان وزمان.. تقديرا مني لكل دقيقة خصصوها لي مشاركة في فرحي.. تصفيقا لانجازي.. دعما لحزني.. متابعة لكلماتي.. اعجابا بمقالاتي.. جمعني الله بكم في جنات النعيم..
*والأخيرة ختام.. والختام مسك كسيرته العطرة.. أهديها لسمو الإنسان حمد بن خليفة آل ثاني الذي يلهج لساني بالدعاء له ما تعاقب الليل والنهار.. ففضله لا ينسى ولا ينكره إلا جاحد..
أسأل الله له الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب.
ختاما:
غدا تشرق شمس العيد بإذن ربها ..
فكل عام وأنتم إلى الله أقرب
وبعبادته أسعد وعلى طاعته أدوم وأثبت.
عيدكم مبارك أحبتي في كل مكان وزمان.