كل عام وأنت بخير يا وطني

Loading

غدا يوافق ذكرى الطعنة الغائرة التي وجهها جيران غادرون طامعون حاسدون إلى الوجدان القطري ذات فجر رمضاني فقطعوا رابطا أزليا فرضته جغرافيا وتاريخ الخليج.
رابط ظنناه قويا متينا الا أنه تفتت أمام قوى الشر والطيش، ضرر بالغ خلفته تلك المغامرة الطائشة التي قام بها مراهقو الحكم الطامحون للملك والسلطة المبددون لثروات أوطانهم على الوهم والفساد. فحين فرغت خزائنهم أغاروا على جيرانهم في عودة حمقاء للجاهلية الأولى حيث اقتتل العرب على الماء والكلأ.
لم يبلغ التشاؤم بأحد منا مبلغ الظن بأن إخوة لنا عاشوا دهرا حولنا هم في حقيقة الأمر أعداء تخفوا وراء أقنعة تدعي المودة بينما تبطن أكثر المشاعر سوداوية وشرا.
لم يتوقع أحد منا أن الشعوب العريضة المكونة من قبائل ممتدة مترامية الأطراف المرتبطة بالوشائج العميقة والعرى الوثقى تخضع لرغبات مستشاري الشر من مجرم أفاك في أبوظبي إلى محدثي النعمة في الرياض. فتطيل أمد الأزمة بسكوتها عن قول الحق أو مجاملة أهل الباطل.
هؤلاء المستشارون الذين خاب من استشارهم وخابت مساعيه على كافة الأصعدة وحلت به الخسائر الفادحة أخلاقيا قبل أن تكون ماديا.
أخرجوا أسوأ ما في النفوس والضمائر
فتلاعبوا بالعقول وأوغروا الصدور حتى بتنا لا نشعر بأمان ولا نصدق أن الأمور ستعود إلى ما قبل فجر الطعنة النجلاء.
إنه عام سقوط الأقنعة بامتياز وسقوط الرموز للأسف.
ورغم ذلك الا ان قطر تسامت فوق غدرهم فاعتلت صهوة الحاضر لتسبقهم إلى المستقبل كعادتها متحلية بأخلاق الفرسان التي ادعوها ردحا طويلا لكن الأزمة محصتهم فكشفت عن مرتزقة ومحدثي نعمة ليست النخوة والشيم بقريبة منهم ولا يشبهونها.
غدا تحل ذكرى أحداث عام مضى أرادوه وبالا علينا فانقلب سحرهم عليهم وخرجت قطر من بينهم طائرا جميلا حرا يحلق في سموات العلا بينما تمرغ اعداؤها في وحل الاجرام والنذالة وغاصت أقدامهم فيه اكثر وأكثر.
غدا تحل ذكرى ميلاد وطن امتحن فنجح بامتياز في الكرامة والاستقلالية والسيادة والولاء والتكاتف والعزة ليصعد أعلى فأعلى تاركا من حاصروه أسفل السافلين.
فكل عام وأنت بخير يا وطني
كل عام وقطر أميرا وحكومة وشعبا في عز وسيادة.
وعلى أعدائك فلتدر الدوائر لعلهم يستيقظون من أوهامهم وقد تعلموا بأننا نعيش في عالم تحكمه القوانين ولسنا في غابة يفترس فيها الكبير الصغير.. عليهم من الله ما يستحقون.

الخلاصة
كانت وصية خالد الذكر سمو الأمير الوالد بالثبات على الحق نبراسا أنار أمامنا عتمة الطريق فثبتنا وأثبتنا للجميع أن قطر وطن يسكن فينا لا نسكن فيه.
لذلك هو وطن لا يهزمه أحد.